تقع المكتبة الرئيسية في وسط مدينة سعيدة، هذا الموقع الاستراتيجي أهّلها لاستقطاب فئات المجتمع المختلفة خاصة المثقفة منها حيث تفتح أبوابها في الفترات الصباحية والمسائية طيلة أيام الأسبوع إلى جانب تخصيص حيز زمني للإطارات الشغيلة إلى غاية الساعة السابعة مساءً، ومع إمكانية افتتاحها في فترات خاصة لطلبة الامتحانات الرسمية للأطوار الثلاثة، حيث التقت «الشعب» مدير المكتبة قديدش محمد في هذا الحوار وكانت له وقفات حول واقع القراءة ودور في المكتبة في تجسيد وتشجيع المقروئية.
«الشعب»: ما هو دور المكتبة في الوسط الاجتماعي؟
قديدش محمد: تعتبر المكتبة فضاءً معرفيا وثقافيا في المنطقة عامة وللطبقة المثقفة خاصة لما تمنحه من إمكانيات على مستوى التحصيل الثقافي والإبداعي وتنمية القدرات البشرية وزيادة الكم المعرفي للأشخاص، وأن هدفها السامي هو تطوير مستوى الأفراد من خلال توفير الكتب وغيرها من المواد المكتسبة وجعلها في متناول جميع شرائح المجتمع.
أين يكمن دور المكتبة؟
المكتبة موجهة خاصة للطبقة المثقفة بجميع فئاتها، خاصة وأن الهدف الأساسي منها هو توسيع ونشر المقروئية وثقافة المطالعة عبر كامل تراب الولاية، علما أن هناك فضاء للمكتبة المتنقلة لتوسيع دائرة المطالعة لفئات أخرى، حيث تتكون المكتبة من عدة فضاءات منها مكتبة الأطفال وقاعة للأنترنت ومكتبة مخصصة للكبار وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة (المكفوفين) وقاعة أخرى مخصصة للسمعي البصري (مدرياتيك)، علما أن المكتبة الرئيسية تملك فروعا على مستوى البلديات وعددها 17 مكتبة، فالمكتبة المتنقلة موجودة منذ القدم وقد جاءت في عصرنا هذا لخدمة المناطق النائية مثل الدواوير والقرى.
فيما تتمثل مهام مكتبة المطالعة العمومية؟
للمكتبة عدة مهام تقوم بها، إضافة إلى نشر المقروئية فقد ساهمت في اقتناء ومعالجة وتوزيع المؤلفات والوثائق المكتوبة والسمعية والبصرية عبر التراب الوطني وحتى في الخارج، جمع المخطوطات النادرة والقطع النقدية والأوسمة الثمينة ذات الرصيد الوطني، وضع تحت تصرف الباحثين كفضاء للبحث، والمساهمة في تكوين المكتتبين والتقنيين والأخصائيين في الإعلام العلمي ورفع مستواهم وكذا المساهمة في إقامة شبكة وطنية لمراكز الوثائق وفي كيفية تسييرها، وربط الاتصال بشبكة المطالعة العمومية الموزعة على التراب الوطني وتنظيم الأنشطة الثقافية التي لها علاقة بالأعياد الدينية والوطنية بما في ذلك تنظيم ندوات ومحاضرات من قبل مختصين في ميادين مختلفة.
كيف تستطيع المكتبة جلب أكبر عدد ممكن من القراء؟
تملك المكتبة سياسة تفاعلية مع جميع فئات المجتمع، خاصة المثقفة منها ومكنت طريقة العمل هذه من توسيع دائرة الاستقطاب في المجتمع الذي رفع شعار «القراءة للجميع»، كما تعتبر المكتبة العنصر الأساسي للمجتمع على المستوى المحلي والوطني فهي تحت تصرف البلدية وإشراف وزارة الثقافة مباشرة.
ما هي الآفاق المستقبلية للمكتبة على مستوى تراب الولاية؟
سطرت المكتبة أهدافا مستقبلية، لعلّ أهمها إصدارات باسم المكتبة على شكل دوريات أو محلات ذات بعد ثقافي حضاري وتفعيل موقع الأنترنت لمزيد من التواصل وتبليغ الرسالة الثقافية والحضارية لها.