صدر للمجاهد خلادي محمد، أحد أعضاء مديرية التوثيق والأرشيف بوزارة التسليح والاتصالات العامة التابعة للحكومة الجزائرية المؤقتة، كتاب اختار له عنوان « بوصوف إلى كندي» الصادر عن دار القصبة بالجزائر، تحدث فيه عن تجربته خلال فترة الكفاح وما بعد الاستقلال، حيث خصص جانبا مهما للقضية الصحراوية في أحد المحاور من الكتاب.
ذكر كاتب المقدمة أن الطالب الجامعي في الجامعة الفرنسية خلادي محمد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 كمساعد للقائد العسكري هواري بومدين خلال زيارته التفقدية للمناطق الداخلية للولاية الخامسة من تاريخ 1 جانفي إلى نهاية أوت 1957. يتحدث كاتب المقدمة أن خلادي استطاع كسب ثقة أحد الصحفيين وهو كاتب الافتتاحية بجريدة « نيو يورك تايمز» ويدعى جو كارفت الذي زار المنطقة بعد الدعوة التي وجهها إليه رئيس الحكومة الفرنسية « قي مولي» وخلال مكوثه لمدة شهر رفقة الاستعمار الفرنسي، تم تحويله عن مهمته التي جاء من أجلها واستطاع البقاء رفقة المجاهدين ومتنقلا من منطقة إلى أخرى، ما ساهم في تنوير الرأي العالمي خاصة وقد تزامن الأمر مع التصريح التاريخي للرئيس الأمريكي «جون كندي» في 2 جويلية 1957، حيث تحدث عن أحقية الشعب الجزائري في نيل استقلاله، الأمر الذي أحدث أزمة بين واشنطن وباريس، كانت فاتحة لمغادرة ديقول «الاتون».
عدة حقائق كشفها خلادي ضمن عمل عناصر «مالغ» من خلال الأحداث التي عاشها وعايشها بنفسه خلال تلك الفترة، وأعماله التي قام بها بل حاول حسب ما ذكر، إبراز الأهمية البالغة للأعمال والمهام التي كان يؤديها عناصر «مالغ».
كتاب المجاهد ورجل المخابرات خلادي أضاف إليه تجربة أخرى دبلوماسية وهي مرحلة مهمة من تاريخ بناء الدولة الجزائرية الحديثة في تلك الفترة، خاصة وأن وزارة التسليح والاتصالات العامة التابعة للحكومة تعتبر الخلية الأكثر أمنا لرجالات الجزائر أثناء الثورة وبعد الاستقلال.
الكتاب الذي صدر أول أمس سيكون له شأن كبير في تقديم المعلومة التاريخية وكشف الكثير من الحقائق الغائبة عن المشهد الأكاديمي.