يسعى العديد من الكتاب الجزائريين لتبليغ رسالة ما يهدفون من خلالها الغوص عميقا في خصوصيات المجتمع الجزائري انطلاقا من واقعية الطرح واستظهار الصورة الحسنة والملائمة لوطنهم وإزالة الصورة النمطية التي خلفتها العشرية السوداء والترويج السياحي لمكنونات الجزائر.
وبخصوص الموضوع تحدثت «الشعب» لبعض من لهم علاقة بموضوع نقل صورة الجزائر للخارج من قبل الكتاب الذين أجمعوا على أن على الكتابة نقل الصورة الحسنة للجزائر بالخارج لما يعود عليها من فوائد جمه على غرار تحريك القطاع السياحي الذي يترك لدى السائح الأجنبي الفضول لزيارة تلك المناطق، في ذات الجانب أكد الأستاذ والكاتب وليد شموري أن الكاتب مطالب بالانطلاق في كتاباته من واقعه المعيشي ومحلّيته، وخصوصيات مجتمعه، فالكاتب الحقيقي حسبه لا يكتب من فراغ أي لا يكتب من أجل الكتابة فحسب بل عليه أن يسعى دائما إلى تبليغ رسالة ما في مكان وزمان محددين، وضرب المتحدث مثلا عن الرهانات التي يجب على الكاتب الجزائري الانطلاق منها بالاعتماد على واقعية الطرح إذ يرى الكاتب وليد شموري أنه على الكاتب الجزائري أن يسعى إلى ملامسة الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع عموما والفرد على الخصوص والغوص عميقا في نفسيته والبحث عن القيم الكامنة فيه أوالتي يسعى إلى تحقيقها والتناقضات التي تعتري شخصيته والقيم الفاسدة التي قد ينحدر إليها.
شموري :
على الكاتب الجزائري أن يلامس الواقع الاجتماعي
وأشار المتحدث إلى أن الكاتب الجزائري واجب عليه أن يتحلّى بالأخلاق الوطنية والابتعاد عن المصلحة الشخصية أو الفئوية فقط وينصب اهتمامه على مصالح مواطنيه في الآن ذاته فتتعرض كتاباته إلى مشكلات المجتمع، وكما أنه يجب عليه أن يعبّر عن قضايا وطنه في المحافل الدولية. وأن لا يقف رهان الكاتب الجزائري عند هذا الحد فحسب بل عليه أن يكتب عن الأنا والشخصية الجزائرية الحقة بمقوماتها وإزالة الصورة النمطية التي تركتها العشرية السوداء سابقا، واعتبر شموري أن أخلاقية الكاتب الجزائري ترتبط بمدى وعيه المعرفي بهموم وطنه ومجتمعه وموروثه وانتمائه الثقافي بعيدا عن أي انسلاخ أو تبعية فالنّدية في الطرح أهم من التبعية منوها في كلامه أنه لا يعني الانعزال الثقافي والانغلاق بل التمسك بالأصول والخصوصيات. وإضافة إلى رهان أخلقة الكتابة هناك رهان أنسنتها بمفهوم أنّ الكاتب ينطلق من كينونته الإنسانية المتجردة من الذاتية والقائمة على تنمية روح العدالة ومراعاة خصوصية الآخر والتعامل معه وفق المشتركات، وهذا كله مرهون حسبه بمدى مهنيته وإخلاصه والتزامه بهويته وقضايا أمته وأمن مجتمعه وابتعاده عن الشخصانية وإيمانه بعقيدته الخاصة و(الإنسانية) معا.
ناجح مخلوف : تذليل كل العراقيل لتسهيل عملية التصدير
ومن جانبه الدكتور والباحث والمهتم بالدراسات السوسيو إعلامية بجامعة محمد بوضياف ناجح مخاوف أكد بخصوص الموضوع أن الجزائر مجال خصب للكتابة حسب العديد من الكتاب الغربيين الذين عاشو فيها، نظرا لما تزخر به من التنوع الجغرافي الذي يعتبر فرصة للترويج السياحي وللثقافة الجزائرية وحتى الإنتاج العلمي، مشيرا إلى وجود منتوج فكري محلي تسعى وزارة الثقافة إلى ترويجه محليا بعدة طرق، ولتصدير المنتوج الفكري والعلمي للتعريف بصورة الجزائر بالخارج يتم حسب المتحدث عبر آليات فيتم ذلك على مستوى الكتاب من خلال تنوع الكتابات في شتى المجالات ولا يمكن الاقتصار على مجال معين وتجديد كتابة ماهو مكتوب بالإضافة إلى تعدد اللغات ومراجعة علاقة الكم بالكيف والاستفادة من الأبحاث الجامعية خاصة في رسائل الدكتوراه على اعتبارها أبحاثا تتسم بالجديد في شتى المجالات.
وأما على المستوى الحكومي فيجب حسب مخلوف مراجعة كيفية دعم الناشرين حتى يتمكنوا من نقل الكتاب الجزائري إلى الخارج وتوزيعه، مشيرا إلى أن للحكومة نية في ذلك حسب ما أشار إليه وزير الثقافة بالمعرض الدولي للكتاب في طبعته 22 بقصر المعارض. بالإضافة إلى مراجعة الضريبة الجمركية وحقوق النقل وتسهيل عملية التصدير، وأما على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فقد طالب المتحدث الأخذ بجدية طبع الأبحاث المتميزة على مستوى الدكتوراه في المجالات العلمية والأدبية والإنسانية والاجتماعية والاقتصاد وتفعيل صندوق الصادرات للكتاب وتذليل كل العراقيل لتسهيل عملية التصدير. والخروج عن المناسباتية والبحث عن فرص شراكة مع الأجنبي لتمكين الكتاب من تواجده بالمكتبات الخارجية.