كان ولا يزال للأغنية الثورية دور فعال في النضال، وفي أرشفة الأحداث وهي جنس من الأدب الشعبي الشفوي تولد من الأحزان والمعاناة وتحدي الصعاب والفقر، وهي طريقة أيضا لصوت المظلومين والمعذبين غالبا ما تشكل قوة تؤجج الوطنية في قلوب الناس، فللأغنية الثورية وقع أقوى من الرشاش، «تنقش كما يقول الموسيقار العربي علاء فتحي في الذاكرة، فهي هامة للشعب كأهمية حليب الأم بالنسبة للطفل الرضيع».
اعتبر الموسيقار العربي علاء فتحي أن «الأغنية الثورية شحنة قوية مفعولها كثير قوي تسري في جسد الشعب والجيش وتعطي الأمل والإحساس بالنصر والحرية والانتماء وتنقش في الذاكرة وتصبح سجلا تاريخيا يصور حياة شعب أو أمة، ويعطي صورة واضحة عن كل الحياة العامة في حقبة ما حتى من حيث اللباس والأدوات المنزلية والعملية والمفردات وما إلى ذلك...».
وصنف علاء فتحي الأغاني الثورية إلى نوعين: «الأغنية الثورية الشعبية وأغلبها مجهول الهوية وتخرج من عامة الناس وتنتشر، فلا تعرف قائلها ولا ملحنها وهي تمتاز ببساطتها وبلحنها الواحد، ويمكن تحديد منطقتها حسب اللهجة واللحن».
« هناك أيضا الأغنية الثورية التحميسية»، وتكون أضاف قائلا: «من عمل مدروس معروف الشاعر والملحن والمطرب واغلبها كان يذاع بالإذاعات الثورية لبعث التعبئة والحماس وسط المجاهدين والشعب»، فعلى سبيل المثال فؤن هذه الأغنية أخذت منحنى آخرا بمصر، وذلك بخروجها من البث الإذاعي إلى أوساط الجيش والعساكر بإقامة حفلات للمقاتلين لرفع الثقة والمعنويات وزيادة الحماس والإيمان بالنصر».
وأكّد علاء فتحي بصفته ملحنا أنه «من السهل تلحين الأغنية ثورية لكن من الصعب أن تجد لها مكانا في نفوس الشعب إلا إذا كنت تحس ما يحسون وتفهم ما في داخلهم»، مشيرا في سياق آخر، إلى أن أرشفة الأغنية الثورية وحفظها للأجيال القادمة وتعليمها كتراث تاريخي هي واجب نحو ذاكرة الشعوب، لكن العمل ليس بالسهل خاصة في ما يتعلق الأغاني الثورية الشعبية والمجهولة النسب، فهنا لا بد من أن تدرس وتنسب على الأقل لمنطقتها الأصلية».
وفي إجابته على السؤال المتعلق بالملحمة، وهل هي بديل أم استمرارية للأغنية الثورية ما هو الفارق وكذا أوجه التقارب بين الاثنين؟ أجاب الملحن قائلا:
«الملحمة كيان مستقل عن الأغنية الثورية لها قواعدها وأساساتها، ولكن اليوم بعض الملحنين اعتمدوا على الأغنية الثورية وأدمجوها في الملاحم، وهذا في الحقيقة عدم فهم لمعنى ملحمة».