ما بثته الكاميرا المخفيـــة إساءة للثقـــافة الوطنية ولأخلاق المهنـــة
التعـــامل مع الضيوف في إطــــار مهني وأعراضنا خــــط أحمــر
وصف عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الوطني للفنون والأدب، الحراك الاخير الذي احدثته برامج الكاميرا المخفية بالمقلق واللاانساني، أما بخصوص عدم اصدار بيان من طرف المجلس بشأن ما حدث أرجع السبب في ذلك الى عدم التقاء الاعضاء في اجتماع رسمي رغم الاتفاق المبدئي حول الشجب والتنديد بما حدث، منوها في الصدد ذاته بإصدار بيان شديد اللهجة والإدانة قريبا، بعد الشهر الفضيل، يفصل فيه تجاه هذه الاستفزازات المتواصلة، مضيفا انه رغم الهرج والإساءة الكبيرة التي كان المثقف والفنان الجزائري عرضة لها في برامج لم يكن الهدف منها ادخال البهجة بقدر ما كان هذا الاخير الضحية الاول.
في السياق نفسه، ندّد بن دعماش بشدة كل التصرفات التي حدثت للضيوف من استفزازات وتهديد بالموت والمساس بالمقدس، مغتنما الفرصة خلال نزوله ضيفا على فوروم «الشعب « بتنديده المطلق باسم كافة اعضاء المجلس الوطني للفنون والأدب، معتبرا برامج الكاميرا المخفية التلفزيونية جاءت للتسلية وإدخال البهجة على المشاهد ليس غير ذلك، وعدم جر الضيف الى عراك وملاسنات ومتاهات لاتمت بأي صلة للمهنة.
ان هدف التلفزيون يقول بن دعماش هو للتربية وتقديم خدمة للمشاهد وليس للتهديد بالقتل والمساس بالعرض، مضيفا ان شخص مريض بداء مزمن بامكانه التعرض لأية نوبة تؤدي بحياته أو تتسبب له في مضاعفات خطيرة وهذا أمر كان يجب من البداية النظر فيه، قدم بن دعماش بعض الفواصل الخطيرة للكاميرا المخفية، معتبرا أرواح الناس أمانة وخطا أحمر والجزائري مازال محافظا على تقاليده ولا يمكنه في أي حال من الاحوال السماح لأي كان بتجاوز هذه الخطوط الحمراء.
المخرج عبد الرحيم مرجع نادر في إعداد حصص الفرجة والبهجة
يقول بن دعماش انه لدينا مؤسسة تراقب هذه الحصص ودورها مهم جدا في السماح أو عدم السماح لبث مثل هذه المهازل، موضحا في الشق الاخر بأن الجزائر عرفت مثل هذه الحصص مع المخرج الحاج عبد الرحيم مثلا وما كانت تعرضه شيق وممتع وخالي من ملامح العنف والتهديد، عكس ما يحدث الان من إساءات وتشويه وتهديد بالقتل والمساس في اعراض الناس وغير لائق تتحول الاستوديوهات الى حلبة ملاكمة ونزال.
يعود بن دعماش ليقول ان مؤسس الكاميرا «كاشي» في الجزائر الحاج رحيم لذلك نحن من السباقين إليها منذ بداية القرن العشرين، الضحك موجود والفرجة أيضا. ولكن في حدود معقولة وللتسلية فقط، خاصة في شهر رمضان.
الفنان شخص مرهف الحس حافظوا عليه قبل فوات الأوان
أبرز بن دعماش، ان المثقف الذي تعرض الى مضاعفات بعد الاساءة إليه في دقائق معدودات، هو مواطن قبل كل شيء ولكنه يملك ميزة وخاصية عن غيره انه صاحب احساس مرهف وتجاوبه مع أية لقطة تكون فيها العاطفة في ذروتها، فالمثقف، بحسب بن دعماش، نمنح له كتاب ونعطيه موسوعة لتأليفها، نمنح له سيناريو قصد اخراجه في أحسن حلة..إلخ.
مضيفا في السياق ذاته، أنه عندما تعرض عليه الاستضافة في حصة مثلا وبعد لحظات يكتشف إنها «كاميرا مخفية» يستاء ويسقط مباشرة، ليصير مسخرة عوض انه يساهم في ادخال البهجة على القلوب والأنفس، وهذا ليس من الاخلاق ولا يمت الى المهنة بأية صلة، المثقف حساس جدا، وشديد التأثر خاصة أمام حالات الظلم مثلا نجده ينفعل مباشرة دون ايعاز عكس غيره وهذه سمة الفنان طبعا.
التجاوزات لا تسقط ولا تفلت من العقاب
شدد بن دعماش على التصرفات التي حدثت في برنامج كاميرا المخفية معتبرا اياها تجاوزات لا يمكن ان تسقط او تفلت من العقوبة، منبها في الصدد ذاته بأنها ورغم هذا الحراك الكبير الذي عقب بثها لمثل هذه الحصص مازال بعضها مستمر في تلويث نظرة المشاهد والمجتمع.
قال بن دعماش ان هناك قرار مهم بعد شهر رمضان يصدر من الهيئة التي يترأسها بخصوص «الكاميرا كاشي»، نلتمس فيه اشراك الوصاية وهي وزارة الثقافة والاتصال وحتى الهيئة المكلفة بمراقبة ومتابعة القنوات التلفزيونية ممثلة في سلطة ضبط السمعي البصري، معتبرا ان الامر سلبي للغاية ولا يمكن التسامح معه.