قلب الأمة النابض وروحها الأبدي

النخبة قوة تغيير واقتراح في حاجة إلى عناية

فنيدس بن بلة

الاعتراف بأهل الثقافة والفن حماية للموروث الوطني والهوية

سهرة رمضانية مميزة عشناها أول مس بجريدة الشعب تخللها نقاش عن النخبة الثقافية وأي موقع تحتله في المشهد السياسي المتغير زادتها حرارة وديناميكية المراجعة الدستورية التي أعادت الاعتبار لهذه الشريحة محركة التطور على مدار الأيام والسنين.
لأول مرة تعطى العناية للمثقف والفنان ويؤخذ في الاعتبار، ترسم حقوقه وينظر إلى نشاطه كمهنة لها ميزتها وخصوصيتها بدل اعتبارها مجرد وظيفة ملحقة بوزارة التعليم العليم بالنسبة للأساتذة أو الوظيف العمومي لباقي الفنانين.
ذكر بهذا المعطى الثابت عبد القادر بن دعماش في ندوة نقاش بـ»منتدى الشعب»حول الثقافة والفن وموقعها في المشهد الوطني المتغير .أعطى بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والأدب صورة دقيقة عن مآلات الفن الجزائري والثقافة وما تمثله من رمزية وأصالة وهوية وانتماء ما يستدعي تكاتف الجهود لحماية هذا الإرث الوطني الذي يؤرخ لمسيرة أمة وحضارة لا تفنى.
ظهر الاهتمام بالفنان جليا بدءا من 1997 بإعطاء العناية والاعتبار ليومه الوطني الذي صار يحمل هوية بعدما ظل مغيبا على مر السنين والحقب. وصارت فئة الفنانين تحس بوجودها وانتمائها لمهنة مدرجة في قاموس الشغل أسوة بمهن الصحافة، المحاماة، الطب والتربية والتعليم وغيرها من الوظائف.صار للفن الذي غنى للوطن وقدم أغلى الإنجازات والأعمال ورسم لوحات خالدة، وأطلق العنان لقلمه ليدون واخترع أشياء ثمينة لا تخطر على البال، يفتخر بوجوده والاعتراف به كما هو له قيمته ووزنه دون تذويبه في الشرائح الأخرى مثلما جرى أيام زمان. ولم يلتفت إليه رغم صرخاته ونضالاته التي لا تنتهي.
وازداد الفنان قوة، بتأسيس المجلس الوطني عام 2011 وإسناد إليه مهمة ضمان الحماية الاجتماعية وإعداد بطاقية عن الفنانين وعددهم يضاف إليها علاقات العمل.
جاء مرسوم 2014 ليؤكد على الحماية الاجتماعية للفنان والتكفل بهمومه وانشغالاته دون تركه عرضة للتهميش وأسير المعاناة ومتاعب الحياة وهو الذي أعطى ما عنده في زرع الابتسامة ورسم الأمل في الأنفس والضمائر الحية فكان الشمعة التي تحترق لتنير للآخرين.
وقد وقف على هذا المعطى بن دعماش مرافعا لرؤية أخرى عما تحقق من مكاسب للفنان والطبقة المثقفة عامة.وهي رؤية تتضمن خارطة طريق في برنامج رئيس الجمهورية الذي ما انفك يوجه تعليمات للعناية بالفنان والنخبة المثقفة التي صنعت مجد الجزائر ولم تستسلم لليأس والقنوط. فئة انخرطت في مسار البناء والإنماء تعرض مقترحات حلول لتعقيدات يعيشها الفنان بألم وآهات وما يجب أن يكون عليه الفنان.
وظل الرئيس يكرم أهل الثقافة والفن وآخر مبادرة تمت في أوبرا الجزائر حيث منح رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة،في احتفائية اليوم الوطني للفنان، 31 وسام استحقاق وطني من مصف «أثير وعشير» لخيرة أسماء النخبة العلمية، الفكرية، الثقافية والفنية. وقد أسديت هذه الأوسمة لشخصيات كان لها الأثر في الحياة الثقافية والعلمية منهم من رحل ومنهم من يواصل مهامه بتحد واقتدار.
وشملت قائمة المكرمين أسماء كبيرة أثرت المكتبات بمؤلفات في مختلف الشعب الثقافية والفنية منهم الحاج عبد الرحمان  صالح عالم الليسانيات الشهير، الأديب والمترجم أبو العيد دودو، الفيلسوف والمفكر نبهاني كريبع والدكتور بوعمران الشيخ، الأديب مولود معمري.
وامتدت قائمة التكريم اعترافا بدور الفنان إلى أسماء بارزة في الفنون التشكيلية والموسيقى منها باية محي الدين المعرفة بفاطمة حداد، عمر الزاهي دون نسيان محمد سليم رياض نوبلي فاضل، بلاوي الهواري، العماري، مغنية التيندي حسنة البشارية وغيرها.
تظهر هذه الالتفاتة لرئيس الجمهورية مدى الاهتمام الذي يقدم للنخبة التي تعتز بها الجزائر وتعتبرها عقلها المفكر وقلبها النابض وديناميكة تطورها في كل الظروف.هذه النخبة تستدعي مرافقتها وحمايتها لأنها روح الأمة ومخزون إرثها ومكنون هويتها في عالم القرية الواحد الشفاف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024