يرى الكاتب والإعلامي يوسف شنيتي الكتابة عند بوجدرة شغب الموقف والصورة والدلالة، وبأنّ اتجاهه التعبيري ليس صورة صادقة دائما عن اتجاهه الإيديولوجي، إلا في بعض نصوصه مثل «معركة الزقاق» أو «الحلزون العنيد» أو «التفكك»، مشيرا إلى أنّه يعتد بإلحاده وبأنّه يقرأ مع ذلك القرآن، ويظهر ذلك فعلا في متنه الروائي أو في التناص الذي تحفل به كتبه.
يقول يوسف شنيتي إنّ لبوجدرة حدة أسلوبية وإيديولوجية واضحة ولغته عقلانية واقعية وليست شاعرية، ولذلك يزعج القارئ العادي لرواياته ويقض عليه مضجعه، في أحسن الأحوال يحيله على عناء التفكير في إشكالات التاريخ والثورة، وما تعطّل من تطور وضع المرأة كما في «ليليات امرأة آرق».
اللاّفت أنّ بوجدرة يكتب بالفرنسية وما كتبه بالعربية كما في «التفكك» لم يضف شيئا، وغاب عنه السحر والبيان، مع ذلك ـ يضيف شنيتي ـ كان يضع نفسه ضمن المعادين لفرنسا وأنه محارب منها وهذا موقف آخر. ومن منظور الإعلامي شنيتي فرشيد بوجدرة أبدع لأكثر من نصف قرن، لكنه لم يحظ بالانتشار الجماهيري وسط الأجيال الجديدة، كما لو أن ما يكتبه ليس جزائري الروح والطابع.
ويقول إن الأهم من ذلك لرشيد بوجدرة آراء خارج القطيع، ومواقف مميزة حتى ولو كانت غير منصفة، كما هو موقفه من المسير الانتخابي عام 1992، ومواقف أخرى له باع في جعلها شخصية، كموقفه من الراحل الطاهر وطار مثلا.
ويخلص يوسف شنيتي إلى رأي قد لا يروق بوجدرة وعشّاقه ـ كما يقول ـ حيث يراه كما لو كان هو الحلزون العنيد في الحياة والإبداع وفي الفن والجمال..قيمه التعبيرية والشّعورية والفكرية متوافقة، فالحلزون خنثى كما يصفه في نصه، والحياة لا تقبل ذلك حينما يتعلق الأمر بحسم الموقف وإبداء الرأي، بدل الترهات التي تملا الفضاء الثقافي في البلد، والتي ينزعج منها بوجدرة ويسخط على ما يراه الأشباه بدل النظائر والأنصاف بدل الكمائل، مضيفا في الأخير «مع ذلك كل عام ورشيد بخير».