خطوة كبيرة في مجال التّشريع القانوني لحماية المـوروث
علماء الآثار الجزائريّين من أحسن علماء الآثار في العالم
معالم تسرد تاريخ جوهرة المتــوسّط
أمّة تعتز بتراثها قادرة على صناعة مستقبلهـــا
يشكّل التّراث المادي واللاّمادي في الجزائر الحلقة المفقودة في ظل غياب الاهتمام والاحتشام في التعامل مع المواقع الاثرية والمعالم الوطنية، ناهيك عن التراث الآيل للزوال بسبب تهميشه ومحاولة طمس كل ما له علاقة بانتمائنا الحضاري والتاريخي الضارب في أعماق هذه المعمورة منذ ما قبل التاريخ إلى فجر التاريخ مرورا بالحضارات التي مرّت على أرض الجزائر. لاشك أنّ الأسرة الجزائرية وفي عادتها تمتلك الكثير من هذا الموروث من التراث المادي، لكنه بدأ في الأفول مع رحيل الجد والجدة لما يشكّلانه من رصيد معرفي وفكري ناقل لكل هذا الزّخم التراثي من مختلف أشكاله سواء كانت الأمثال أو الحكم والحكايات وغيرها من الأدوات التي كانت لا تغيب عن الأسرة الجزائرية، مع غياب الثّقافة الشّفوية عن مجتمعاتنا العصرية. وفي ظل العولمة التي غزت الفكر والعقل بدأت أضرارها ومخاطرها تشكّل البؤر الأكثر تردّدا في ذاكرتنا الشّعبية لأنّنا ببساطة انخرطنا في التّقليد ونسينا هذا الإمتداد العريق. الحديث ربما يمتد إلى أشياء أكثر ممّا نتصوّر باعتبار الجزائر تزخر بأغلى الحقب الحضارية على اختلافاتها وتحتوي على كنوز من التّصنيف العالمي النّادر، فقد نجد في الأوراس ما لا نجده في تمنراست، وقد تصادفنا فسيفساء غابرة بمدينة بونة ليس لها مثيل في أي مكان ونفس الأمر يتكرّر عبر كل ترابنا الحامل للفكر والمعرفة. وفي هذا الملف الجدير بالاهتمام والمتابعة لما له من حقائق وقيم أكاديمية ومعرفية نادرة، فإنّنا حاولنا أن نضع يدا على الجرح النّازف والأخرى على ضمادات البقاء، حتى تبقى هذه المنارات شهبا تتباهى بها الجزائر أمام الأمم، ولو اقتربنا من البعض منها عبر عدة ولايات تختزن في جعبتها هذا الاحتواء النادر.