أكّد المثقّف محمد بوكراس أستاذ بجامعة يحي فارس بالمدية حول فرضية «هل أن الكتابة الخاصة بالطفل أو أدب الطفل هو في مستوى ابداع وفكر أبنائنا»، ذكر بأن «الكتابة الخاصة بهذه الفرد هي عملية صعبة ومعقدة للغاية، من منطلق أن الطفل يعد كائنا في غاية الذكاء والحساسية والبراءة والعفوية..فلا يجب أن ندخل عالمه الأبيض والناصع بأفكارنا وتصوراتنا التي تحكمها كثير من الحسابات الضيقة التي لا تخدم الغاية التربوية».
أوضح بوكراس الناقد المسرحي والمتتبع للكثير من الأعمال الموجهة للناشئة المارة تحت أعينه في أعمال درامية، بأن «عالم الطفولة عالم سابح بين الحقيقة والخيال ، ولا حدود فاصلة بين ما هو واقعي وما خيالي، حيث ينتقل بين العالمين بانسيابية خارقة «، مشيرا أيضا «نحن الكبار ضيعنا هذه الخاصية»، شارحا نظرته المبنية على نشاطه المستفيض بأنه «من هنا تأتي صعوبة الكتابة للأطفال ومن هنا تبدأ،إذ على من يكتب للأطفال أن يكون عالمه نظيفا وخياله نظيفا وروحه طاهرة طفولية « ، منبها في هذا الصدد بأن الذي يكتب للأطفال» يجب أن يكون قريبا من لغتهم، قريبا من خيالهم، وقريبا من أحلامهم، بحيث بجب عليه يشجعهم ويحفزهم على إطلاق العنان لخيالهم وأحلامهم»، كما أنه عبر هذه المساحات الواسعة من الخيال، يحاول تلقينهم دروس الحياة في الحب والتسامح والمسؤولية والإيثار والحوار، لا عن طريق خطاب مباشر جاف، وأحكام مسبقة، بداعي التربية والتوجيه، أو عن طريق الابتذال والإسفاف بداعي الإضحاك و الترفيه.