للمرأة وجود قوي في عالم الكتاب والكتابة، وأن تشكّل دوما بطلة ومحور الرواية والقصيدة، فهي أيضا بارعة حين تكتب وتعبر عن موهبتها بإبداع وقوية أيضا حين تصدر وتسير دور للنشر ومجلات ثقافية مائة بالمائة، هذا ما سلّط عليه الضّوء اللقاء الذي احتضنه أول أمس المعهد الثقافي الاسباني سرفونتاس «Cervantes»
بالجزائر من خلال شخص دليلة ناجم صاحبة دار النشر دالمان Dalimen ومحافظة الصالون الدولي للشريط المرسوم FIBDA، والكاتبة ومؤسّسة مجلة Livresque ، نادية سبخي والذي جاء في إطار إحياء 8 مارس اليوم العالمي لحقوق المرأة.
اعتبرت نادية سبخي أن تأسيسها لمجلة « Livresque»
«جاء كتحدّ كبير لملء الفراغ الكبير الذي تعرفه الساحة الجزائرية في هذا المجال، وأيضا حبا في خلق فضاء للمبدعين والمثقّفين الجزائريين للتعبير عن الثقافة الجزائرية الكلاسيكية والمعاصرة، معتبرة أن الثقافة الوطنية لم تخرج بعد من ظل أقطاب الثقافة العربية والعالمية، وهي في حاجة ماسة اليوم لتكاثف جهود رجالها ونسائها للتعريف بها، فنجاح الثقافة لا يأتي من الخارج لكن على الجزائريين صنعه بأنفسهم».
وأكّدت سبخي أنّ مجلّتها قائمة دائما، وأنّ المغامرة استمرت بالرغم من كل الصعاب والعثرات، وأنّها قد فرضت وجودها مند تأسيسها سنة 2008، بحيث أصبح اليوم دول في تنظيم ملتقيات دولية ووطنية بمعية وزارة الثقافة منها من يشجّع الكتابة الشبانية و الكتابة النسوية، ومنها من خصّص للترجمة بغية التعريف بالإنتاج الأدبي الوطني عالميا.
وكشفت من جهتها دليلة ناجم أنّ تجربة إنشاء دار للنّشر ومكتبة للتّعريف بالتّراث الجزائري كان الحلم الكبير في حياتها، والذي بطبعها لكتاب رمز ومرجع ساهم من خلاله كاتبه المغتال الإعلامي سعيد مقبل في إعطاء الشجاعة لكل الجزائريين للوقوف في وجه إرهاب العشرية السوداء من خلال أعمدتها الصحفية والجريئة والشجاعة والتي كان آخرها «ذالك السارق الذي ....».
وكانت الانطلاقة التي مكّنت دار النشر التي خصّصت خطها للتعريف بالتراث الجزائري وثقافتها ولكتاب الطفل، تقول دليلة نجام، مشيرة إلى أن المجال وإن ما يميز بين امرأة ورجل لازال يعاني من مشكل التوزيع والبيع، وبالرغم من حب الجزائري للكتاب وللمطالعة، إلا أن غياب المكتبات بالمفهوم السليم في الكثير من مدن الوطن يحيل دون التواصل بين الكاتب و المتلقي.
كما طالبت نجام السلطات الوصية بمد العون لدور النشر ومرافقة تشجيع الكتابة والإصدار خاصة لفائدة الشباب، معرجة في سياق آخر إلى تجربتها كمحافظة الصّالون الدولي للشّريط المرسوم «فيبدا»، التظاهرة التي نشأت من العدم وتوصّلت بحكم حبها لرفع التحدي إلى جمع كمّ كبير من المبدعين والمبدعات الجزائريين والأفارقة والعالميين في الميدان، وكذا إعطاء الفرصة للشّباب الهاوي لكشف مواهبهم والتّعبير عنها.