إن الحراك الثقافي الذي جسّدته فعاليات الربيع الثقافي الجزائري الذي نظمّته النقابة الوطنية لناشري الكتب وتحت رعاية السيد وزير الثقافة الشاعر عز الدين ميهوبي إنما هي خطوة جادة في التأسيس لفعل ثقافي حضاري كبير فقد اتسم بمسح الغبار عن الكثير، مما تزخر به الجزائر من طاقات إبداعية وشعرية عظيمة ولعلّ من أبرز أحداث هذا الربيع هو التنقيب عن الطاقات الإبداعية التي تزخر بها الجزائر العميقة فكان المشهد جدّ متنوع وثري وأزال الستار الذي ظلّ لوقت طويل يحب المثقف في العمق الجزائري عن المشهد ككل.
ومما التزم به هذا الربيع المواضيع التي تطرّق لها المحاضرون في عدة ندوات فكرية راقية تطرّقت لمواضيع جد مهمة في الأدب الجزائري على غرار راهن الشعر الجزائري، وإشكالات العلاقة بين الفلسفة والأدب وكذا محاضرات مهمة كالتي تطرّق إليها الشاعر الكبير منصف المزغني في الحديث عن تجربته الشعرية وكذا الروائي الكبير واسيني الأعرج الذي تحدث عن روايته «حكاية العربي الصغي» والروائية ربيعة جلطي التي تحدثت أيضا عن تجربتها الروائية الأخيرة «حنين بالنعناع» فيما ذهب الشاعر الموريتاني الى رسالة الجذور وثقافة الجسور في القصيدة الموريتانية. كما تخلّل جلسات الربيع الثقافي أمسيات كثيرة مرّ فيها العديد من الوجوه الشعرية الجزائرية والعربية وكان حضور الشاعر المصري عزت الطيري ملفتا أخص به جمهور الشعر. هنا الكلام لا يسعنا كي نذر تفاصيل ما حدث ولكن إحقاقا للحق لابد أن نعترف بأنه حدث ثقافي كبير وزاخر ميزه التنظيم الجيد والعمل الجاد من أجل إنجاح هذه التظاهرة التي نتمنى ترسيمها سنويا لإتاحة الفرصة للجميع ولسمو بالشعر والثقافة في هذا الوطن العزيز الذي يحقّ له وبجدارة تصدر العالم المعرفي ثقافة وإبداعا.
