الربيع الثقافي الجزائري في طبعته الأولى تميّز بالكثير، كان لي شرف الحضور فيه ومعايشة الفعاليات التي أقيمت ضمن برنامجه الواسع، ما يميّز هذه التظاهرة الثقافية أنها انطلقت من فكرة الاحتفاء بشخصية مهمّة، وأيضا جاءت بدايتها من اليوم العالمي للشعر، توقيت التظاهرة يعطي الانطباع أن التفكير كان سليما بغية خلق تواصل مع جمهور في عطلة ربيعية، حتى المكان الذي أقيمت فيه الندوات والأمسيات الشعرية يعتبر معلما حقيقيا من المعالم الثقافية في الجزائر، البرنامج متنوع نشّطته مختلف الشخصيات الأدبية الأجنبية والعربية والجزائرية، تمّ تأثيث الفضاء بما تعرضه دور النشر من إصدارات، هناك من الروائيين والشعراء والنقاد ما جعلوا تلك الجلسات الفكرية فرصة للكشف عن أسئلة الراهن الجادّة، اللقاءات المتعدّدة في الربيع سواء الرسمية أو غيرها عملت على خلق الاحتكاك المعرفي اللازم، حضور قامات سامقة نقديا وأدبيا أعطى للربيع الثقافي وهجه الخاص وتميزه المتفرد على الساحة.
حضرت شاعرا في اختتام الأمسيات الشعرية برياض الفتح، اقتربت أكثر من الحساسيات الشعرية المتنوعة في الجزائر، تشرفت كثيرا بالتواصل مع تجارب شعرية مختلفة، حضور قامات شعرية وأدبية أعطى للنشاط جدّيته وتميّزه، استمعت لأسماء شعرية كثيرة خلال التظاهرة منها سليم دراجي ويوسف بلغيث الباز وغيرهما، في هذه الأجواء الثقافية لا يكون اللقاء بالشعراء فحسب بل حتى الروائيين كواسيني لعرج وعبد الوهاب بن منصور، كذلك في مجال النقد .