المسرحي والسينمائي زهير بوزرار لـ«الشعب»:

«حان الوقت لإعادة النظر في النصوص المسرحية»

أسامة إفراح

أكد الفنان زهير بوزرار، المعروف بأدواره العديدة في المسرح والسينما، أن الاتصال والتواصل غائبان بين الناشطين في مجال الفن الرابع، فما بالك بالتواصل بين الجمهور والمسرح. وعزا غياب الجمهور إلى مجموعة من العوامل تضاف إلى مشكلة انتقال المعلومة، منها توقيت برمجة العروض. كما لم يخف بوزرار، في حديثه لـ»الشعب»، امتعاضه من المستوى الذي ما فتئ يتدنى.
تحدثنا إلى الفنان القدير زهير بوزرار عمّا يمكن أن يقال عن وضع المسرح الجزائري، ولم يمرّ على اليوم العالمي للمسرح إلا بضعة أيام، فقال بصريح العبارة: «هو يومنا العالمي، ولكن لا يوجد الشيء الكثير على الأرض».
وقال إن أبسط ما يطلبه الفنان هو أن يكون على علم بمواعيد العروض المسرحية، حتى يكون حاضرا على الأقل، ولكن مشكل انتقال ووصول المعلومة يبدو متكررا.. «مثلا علمت متأخرا أن مسرحية أحد الزملاء قد عرضت بقاعة الموقار، ولم أكن أدرك ذلك..».
ويعتبر بوزرار أن نقص الاتصال هو من بين الأسباب التي تقف وراء عزوف الجمهور عن حضور العروض المسرحية، إلى جانب معطيات أخرى، ذكر من بينها توقيت وأماكن تقديم العروض: «لمّا يبرمج عرض مسرحي ما على الساعة الثالثة أو الخامسة عصرا، فمن المتوقع أن لا يستطيع الجمهور الاستمتاع بها، لأن أغلب الجمهور يكونون في عملهم أو في طريق العودة إلى منازلهم.. كما أن للأماكن وفضاءات العرض دورا تلعبه، إذ نجد من بين محبّي المسرح من يتنقل لحضور عرض ما، ولكنه لا يجد مكانا لركن سيارته.. قد يبدو مشكلا بسيطا ولكنه مؤثر على الجمهور»، يقول بوزرار.
وينتقل محدّثنا في تحليل لوضع المسرح إلى مستوى آخر، قد يكون أكثر عمقا وتأثيرا، هو مستوى النص المسرحي الحالي، الذي يرى بوزرار أنه يتدنى من سنة إلى أخرى، ويعتمد في هذا الحكم على تجربته الفنية سواءً المسرحية أو السينمائية أيضا: «حان الوقت لإعادة النظر في النصوص التي يقترحها المسرح على جمهوره.. إن المستوى يتراجع أكثر فأكثر، وهذا الأمر لا يخصّ المسرح فقط، بل السينما كذلك.. هذه مهنة يجب أن يعاد الاعتبار لها».
ومن بين الحلول التي يقترحها بوزرار لتصحيح الوضع الراهن، يذكر لنا ضرورة تحرير المبادرات الفنية من العراقيل، والابتعاد عن ثقافة التثبيط التي يبدو أنها غرست في لا شعور المبدعين: «لقد غرسنا في عقل الفنان أفكارا منها أن إنتاجه المسرحي لن يحقق المداخيل التي قد يتوقعها، وبأنه يجب تقليص التكاليف إلى أقصى درجة، وما يحدث هو أن الفنانين صاروا يميلون أكثر فأكثر إلى المونودراما، وهو قد يكون خيارا فنيا، ولكنه في أغلب الأحيان عائد لأسباب اقتصادية».
وعن الوضع الاجتماعي للفنان الجزائري، قال زهير بوزرار إن فناني الجيل الذي ينتمي إليه يحاولون تلقين ونقل ما تعلموه إلى الأجيال الصاعدة، وهو ما يدفعه إلى البقاء في المسرح وعدم التنقل إلى مهنة أخرى، ولكن الوضعية الاجتماعية تبقى النقطة السوداء التي تعترض مشوار الفنان: «هو طريق اخترناه بكل ما له من مخاطر، وحينما اخترنا المسرح كنا نعلم بأننا لن نجني الربح المادي الوفير.. صحيح أن هناك محاولات لتصحيح الوضع، ولكننا نبقى ننتظر قانون الفنان، وقد طال الأمر».
وعن اختيار مستغانم لتحتضن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي تزامن وتدشين مسرحها جديد، قال زهير بوزرار: «هذا الصرح الجديد إضافة للحركة المسرحية، ولكن نأمل أن يكون العاملون فيه من أهل هذا الفن.. مستغانم تملك تقاليد مسرحية عريقة، وينعكس هذا على الجمهور هناك، الذي نجده أكثر اهتماما بالفن الرابع».
للإشارة فإن زهير بوزرار قد برز كمؤلف في أفلام «العاقرة» و»المواجهة»، وكممثل في أدوار عديدة في السينما والتلفزيون والمسرح، لعل أكثرها تميزا دوره في فيلم «بركات»، كما يعتبر واحدا من خرّيجي أول دفعة من طلبة «المعهد الوطني للفنون الدرامية والرقص».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024