القرصنة الثقافية تتسبب في عزوف الجمهور

انعكست ظاهرة القرصنة الثقافية سلبيا على قاعات السينما في العاصمة حيث أدت التحولات الاجتماعية والاقتصادية إلى إندثار الأفلام من نوعية » 35 مم« من شاشات العرض وتم تعويضها بأفلام »أقراص الديفيدي« ما جعل الجمهور ينفر من القاعات وبين احتياجات الجمهور وتطور الصناعات الثقافية يبقى قرار إرجاع تسيير قاعات السينما لوزارة الثقافة خطوة لإعادة هيبتها .
كشف »أ.الهادي« مسير قاعة سينما الهلال بشارع الحرية بالعاصمة بأن الاستغناء عن استعمال »أفلام 35 ملم « راجع إلى المطالب الكبيرة لأصحاب هذه الأفلام حيث يطالبون باقتسام الأرباح معنا بـ 50 بالمائة وهو ما يزيد من متاعبنا خاصة المالية.
وأضاف الهادي أن اللجوء إلى استعمال أفلام »أقراص الديفيدي« للتقليل من المصاريف وضمان مداخيل أحسن تكفل لنا دفع أجور العمال وحقوق الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
واشتكى الهادي من هجران الجمهور لقاعات السينما بالنظر لكثرة التحولات التي عرفتها التكنولوجيات الحديثة التي توفر مشاهدة الكثير من الأفلام عبر مختلف الوسائط الاتصالية وقد تقلص الجمهور إلى أكثر من 90 بالمائة بالمقارنة مع ما كانت عليه في سنوات السبعينات والثمانينات حيث كانت قاعات السينما ممتلئة عن آخرها.
من جهته أكد مراد عمور عون أمن سابق بقاعة سينما »الجزائرية« بأن نشاط القاعة تضاعف بعد الترميمات التي أدخلت عليها، وقال »كنا نبث أفلام 35 ملم ثلاث مرات في اليوم وكان الجمهور غفيرا بالنظر لظروف الراحة التي كانت توفرها القاعة واليوم للأسف فالقاعة مغلقة بعد التسربات المائية الكبيرة التي عرفتها وعجلت بغلقها منذ أشهر«.
وتحدث بوعلام زياني موزع سينمائي عن ضرورة إعادة بعث قاعات السينما في مختلف المدن الجزائرية واسترجاعها بعد  إندثار 90 بالمائة من هذه الفضاءات التي كانت غداة الاستقلال أكثر من 500 قاعة سينما .
وأضاف في سياق متصل عن الدور الكبير لشاشات العرض لتوفير مساحات للراحة والترفيه وتمكين الجمهور من الحق في الثقافة خاصة في المدن التي تعرف فوضى عمران وانعدام أماكن الراحة والترفيه.
وينتظر من خطوة وزارة الثقافة رد الاعتبار للفن السابع الذي من شأنه أن يضاعف العمل السينمائي وأن يفتح الباب لإبداعات الشباب وفتح فرص للعمل والتنمية المستدامة.