عرضت الفنانة العصامية فراح لادي “ابنة باب الوادي” عشية أول أمس، لوحاتها ألـ 40 بأروقة دار الأمير عبد القادر بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بالمدية، في إطار تظاهرة نوفمبر في المتحف، بقصد جعل هذا اللقاء محطة رمزية عميقة لشد الصلة بين الفن والذاكرة المجيدة.
جسدت هذه الفنانة عبر جولتها هذه “ألجريال تحط الرحال في منتصف الطريق” دور حواء في إبراز الهوية الوطنية والتراث المادي وغير المادي بدءا من أولى مكاسبها المعرفية والتكوينية بمعهد علوم البحر وتهيئة السواحل بدالي إبراهيم لأجل منح الفرصة لاكتشاف الجمال الأخاذ والفريد من نوعه في الأماكن التاريخية الجزائرية ذات الماض المجيد ومآثر أكدت الفنانة فراح لادي لـ«الشعب” أن جولاتها في العديد من متاحف العاصمة للتأكيد بأن الجزائر هي أرض ولود تؤسس فيها المرأة الدعامة الأساسية للهوية الجماعية. بمتحف المدية تظهر مجموعة من الألواح الفنية المعبرة عن جمال الجزائر وتراثها الوطني عقب تحفيزها من طرف مسؤولي هذا المتحف ومشاركتها في الإحتفاء بمائدة الخريف بمنطقة بن شكاو، كاشفة بهذه المناسبة بأنه من بين 40 لوحة معروضة، هناك لوحة خاصة بالمدية بعنوان “ميدكس فيل” تم رسمها بنحو شهر مهداة إلى سكان ونخب هذه الولاية العريقة والجميلة والمضيافة.جددت الفنانة تذكيرها بأن الأعمال التي شملها هذا المعرض تمثل تراث الجزائر المادي وغير المادي كالأماكن التاريخية مثل البريد المركزي، قصور تميمون، الطاسيلي، مسجد غرداية، كنيستي ساكري كور، السيدة الإفريقية وحديقة الحامة، ... إلى جانب التراث غير المادي كإختيارها لإستعمال 80 اسما ذكريا قديما كـ “حمو، ساسي، شاذلي، بلقاسم، العيد، رمضان ،.. “، فضلا عن تجسيد ذلك في شكل بوقالات بالخط العربي مهداة إلى كل الأسماء القديمة. كما شملت هذه التقنية، حسبها، إبراز الأسماء الأنثوية بنحو 120 إسم قديم كـ “تسعديت، علجية، رقية، قرمية، .. “ علاوة عن التركيز على أهمية التنبيه بأن اليد هي لكل النساء لتشريف تلك المغمورات اللواتي يتكلفن بتربية الناشئة، ويحضرن الأطعمة التقليدية محافظة على أصول هذه البلاد، شارحة في هذا المقام بأنه من بين أعمالها أيضا هناك استعمال لطريقة الرسم فوق وتحت الزجاج لتجسيد الزرابي وذلك باستعمال مجموعة من الأمثال الشعبية بخط التيفيناغ، إلى جانب تضمن بعضها لطريقة النحت في الأسماء كسكيكدة من خلال اسم مدينة الفراولة كاختراع جديد.
وقال الفنانة أن أعمالها هي في شكل ورشات تتطلب عملية البحث والتمعن وسرقة التفكير، وإظهار بأن فن الخط العربي هي طريقة تشكيلية غير متناهية باستعمال المنمنمات بطريقة عصرية وببصمة جزائرية في أعمال تتسم بالواقعية.
مدير المتحف العمومي للفنون والتقاليد الشعبية
سنسعى لعرض أفلام وثائقية
من بينها عمي موسى بغليزان
قال بوعلام بلشهب، مدير المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بالمدية أن المعرض المقام بالمؤسسة من طرف الفنانة فراح لادي، يحمل قيمة كبرى لتزامنه مع احتفائية نوفمبر كاشفا أن مؤسسته ستحتضن في الفترة من 17 إلى19 نوفمبر أيام الفيلم حول التراث في طبعتها الرابعة، كما أن خصوصية هذه الطبعة ستكون بعنوان المباني والمواقع التاريخية، إلى جانب عرض أفلام وثائقية حول هذا الموضوع، وسيتم إشراك أساتذة وخبراء في علم التاريخ إلى جانب ضيف شرف “متحف مليانة” مع عرض فيلم حول مدينة مليانة ومشاركة متحف الشلف بفيلم وثائقي أنجز خصيصا لهذه التظاهرة سيجسد موقع “عمي استطرد مدير المتحف بأن هذه التظاهرة يراد منها إظهار العديد من المواقع منها المتواجدة بالمدية المهمشة، كرابيدوم
والعمارية، وتوطيد العلاقة بين الشباب العاملين في حفل إنتاج الأفلام الخاصة بالتراث، كما سيتم إقامة معرض خاص للفنان محمد شنوفي المختص في السيراميك في يناير القادم يتضمن بعض التحف والإبداعات الخاصة.