رفـــع تسعيرة بعض المؤلّفـــات تثير الاستيـــــاء
من قال إنّ القارئ الجزائري لا يطالع ولا يهتم بالكتاب بطبعته الورقية أو الرّقمية، التوافد الكبير الذي عرفته الطبعة العشرون من المعرض الدولي للكتاب “سيلا”، الذي أسدل ستاره أول أمس، بعد عشرة أيام من الفعاليات بقصر المعارض الصنوبر البحري، فنّد كل هذه الإدعاءات وبقوة. إنّه الأمر الذي وقفت عنده يومية “الشعب” من خلال مشاركتها بجناح عرض، ومرافق إعلامية للتظاهرة الثقافية التي حضرها 290 عارض جزائري، منهم 620 أجنبي يمثلون 40 دولة.
أعطى توافد الجمهور الواسع خاصة أيام العطل، للشّعار الذي اختارته التّظاهرة الثقافية، هذه السنة، وهو “عشرون عاما في الواجهة” مصداقية أكبر ورد الاعتبار للكتاب، أعطى حضور الزوار الكبير نظرة شاملة على اهتمام المواطن الجزائري وشغفه بالكلمة والكتاب والمطالعة.
وإن اختلفت الاهتمامات والاقبالات على بعض الكتب دون غيرها، بقي الطلب قائما ومتواصلا على جميع دور النشر العارضة الأجنبية والمحلية، دون استثناء. عكس ما روّجت له بعض القنوات أو الصحف الخاصة، استقطبت الرواية، دواوين الشعر، الكتاب الالكتروني والكتاب الأمازيغي الذي حضر بقوة بالمعرض، اهتمام الجمهور، ناهيك عن الكتاب الجامعي والمدرسي، خاصة المناهل وكتب تعلم اللغات الأجنبية التي بيعت بكثافة غير مسبوقة.
الملفت للانتباه خلال الطبعة العشرين للصالون الدولي للكتاب، ثراء البرنامج البيداغوجي الذي سطّره المنظمون من محاضرات وندوات نقاش، احتضنتها مختلف القاعات وكذا فضاء بعض الأجنحة، كجناح “البناف” الإفريقي، والذي تطرّق لمواضيع جد قيمة حول الطفل والكتاب، الكتاب الالكتروني، الثقافة المغاربية والثقافة الإفريقية، إلى جانب تخصيص حيز كبير لتاريخ ثورة التحرير الوطني، الذي تزامن واحتفائية أول نوفمبر، هذا إلى جانب النشاط الفني السينمائي والرجوع لأفلام وإنتاجات صنعت تاريخ الكتابة السينمائية بامتياز.
كالعادة تميّزت المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، بالبرنامج الثري الذي قدمته والمتعلق بعمليات بيع بالتوقيع لكبار المؤلفين والكتاب الجزائريين، إلى جانب تسطيرها لمجموعة من الندوات الهامة والشيقة،
وسلسلة التكريمات من بينها تكريم الشيخ مولاي التهامي الغيطاني، أحد أعيان مدينة أدرار.