لا يختلف اثنان في كون الموسيقى السيمفونية من الكلاسيكيات العالمية في الفن الراقي، والواقع الفني في الجزائر أعطى هذا الطابع حقه قصد إعادة الاعتبار له وإعادته إلى الساحة بعد غياب وهجر الآذان له، مما الصق به صفة فن النخبة وانحصاره عند فئة معينة. وما المجهودات التي بذلتها وما تزال تبذلها وزارة الثقافة بمعية الاركسترا السيمفونية الوطنية في السنوات الأخيرة إلا دليل على خروج هذا الفن الراقي العريق من قوقعته ومحاولته البحث وحجز مكان لها بين انواع هذه الموسيقى في العالم وفرض وجودها والترويج والتعريف بخصوصيتها التي رسمها فنانون غيورون ومحبون لهذا القالب الفني العالمي. وبهذه الخطوات المتسارعة للموسيقى السيمفونية استطاع المنظمون للنشاطات والحفلات على المستوى الوطني ان يحجزوا مكانا لها بين مختلف الأنواع الموسيقية الأخرى التي غزت الساحة واستطاعت ان تسرق آذان الشباب على وجه الخصوص ولو كانت رديئة بحكم الخفة واعتمادها على آلات عصرية ولو كان ذلك على حساب الجودة، إلا أن المستمع الجزائري، بالنظر الى عدد الجمهور الذي أصبح يميز قاعات احتضان حفلات في الطابع السيمفوني، استطاع ان يؤكد على الحس الفني له وكسر مقولة »الموسيقى السيمفونية نخبوية« ليقول ان الساحة الفنية الجزائرية ليست »شطيح ورديح« كما يقال بل يبقى الخيار أمام المواطن حتى يختار وجهته الموسيقية والفنية.