فريدة بولبنان: التّعبير الفنّي بالكلمة له قواعده ومناهجه
تعرّف سكينة بلعابد أدب الأطفال “بالكلام الجميل الجيد الذي يؤثّر في نفوس الأطفال سواء كان شعرا أو نثرا، وهو لا يختلف عن أدب الراشدين، ويشمل خصائصه وصفاته، غير أنّه موجّه إلى طبقة القراء الصغار، وهو يحظى بفنون حديثة كالرسوم والصور وغيرها، ليشكّل في النّهاية مضمونا معيّنا في صيغة قصة أو أنشودة، أو مسرحية، ويعتبر مجالا هادفا في تنمية قدرات الأطفال ودفعهم إلى الابداع والابتكار، ويؤهّلهم أن يصيروا أفرادا إيجابيين في المجتمع”، مؤكّدة على أنّه يتعين على كاتب الأطفال أن يكون خبيرا بميولهم ينظر إلى الأشياء نظرة الطفل نفسه.
أما بخصوص أسلوب أدب الاطفال، تقول سكينة أنّه لا يوجد أسلوب محدد لهذه الكتابة، إذ هي من أصعب فنون التأليف، لكن على الكاتب أن يستحضر جمهوره الصغير قبل الغوص في الكتابة كي يقدّم له منتوجا في قالب فني شائق ذي ألفاظ حلوة أنيقة وجمل عذبة رقيقة، في أسلوب لا يخلو من الاثارة والمفاجات والتشويق والاغراء.
وتذكر محدثتنا أمثلة عن كتاب الأطفال، مثل الكاتبة زنير جميلة، التي تعدّ أول من كتب في هذا المجال، ومن فئة الشباب نجد الدكتور احسن ثليلاني، في القصة والمسرحية، واحسن دواس في الشعر وله ديوان في هذا الشأن.
أما فريدة بولبنان فترى “بأنّ الطفولة هي الغرس المرجو، والزرع المأمول لبناء مستقبل الأمة، ومرحلة الطفولة مرحلة مهمة من مراحل الحياة، وكما هو معروف أنّ الطفل بمثابة ورقة بيضاء وصفحة عذراء، فإمّا رسمنا عليها رسما زاهرا مبهرا تتفتّح براعمه بما يفيد المجتمع، وإما صبغناها بصبغة ذات ألوان باهتة، أخرجت لنا صورة مشوّهة ماسخة لا عنوان لها ولا فائدة منها”.
وتضيف قائلة: “لهذا يجب الاهتمام بالطفل وأدب الطفل، والتركيز على مرحلة الطفولة المبكّرة أمر بالغ الأهمية كونها مادة المجتمع ومرآته لاستشراف المستقبل، فالطفولة هي أول مراحل بناء الإنسان أهمها”.
ومن هنا تأتي أهمية أدب الطفل، الذي يعتبر شكلا من أشكال التعبير الفني بالكلمة له قواعده ومناهجه، هذا الشكل الفني من الكلمة المنطوقة أو المسموعة أو المرئية، قد يأتي في صورة قصة أو حكاية وقد يروي بطولات أو مغامرات أو قصة تهذيبية أو تاريخية يستهوي الأطفال ويحقّق رسالته الجمالية، ويعمل على ترسيخ الأفكار والمعلومات والقيم في ذهن الطفل، كذلك ينمّي فيهم الإحساس بالجمال وتذوق الإبداع، وبالتالي يدخل أدب الطفل في صنع شخصية الإنسان.
كما أوضحت فريدة قائلة: “إذا كانت لأدب الطفل هذه الأهمية، فلا شك أنّ أهميته تزداد وتأثيره سيكون بليغا عميقا في حياة الطفل، إذا استغلّ كل أديب وكاتب أطفال، هذا الأدب استغلالا هادفا تربويا تثقيفيا وتهذيبيا ترفيهيا في آن واحد”.