أكد الشاعر محمد مخفي، أن الأدب الالكتروني أو التفاعلي هو الطريق المختصر للولوج إلى عالم الكتابة الأدبية، بعيدا عن الأدب المطبوع أو الورقي، مؤكدا بأنه استطاع أن يفرض نفسه في السنين الأخيرة لأسباب تتعلّق بالتكنولوجيات الحديثة التي طغت على العالم وأثرت كثيرا على المجال الأدبي والثقافي، ومجموع العراقيل التي تقف كحواجز أمام الأدباء والكتاب المبتدئين.
وحصر محمد مخفي هذه العراقيل في الحواجز النفسية المتعلقة بتشجيع الأعمال الأدبية الأكاديمية دون غيرها من الأعمال، والإبداعات التي غالبا ما يشترط لدى حامليها وهي في صفة مشاريع أدبية، المستوى العلمي والثقافي، فضلا عن الواقع الاجتماعي والبيئة المحافظة التي تشكل نوعا من الضغط النفسي والاجتماعي على المبدع، في حين فإن الأدب التفاعلي ـ حسبما أوضحه محمد مخفي ـ يعطي الحرية الكاملة للمبدعين دون إعطاء الاعتبار للتوجهات الإيديولوجية والعقائدية والسياسية، كما يتفاعل هذا النوع العصري من الأدب، مع جميع الأذواق عكس ما ترفضه البيئة المحافظة من أعمال أدبية تتعلق بشعر الغزل في غالب الأحيان.
وأضاف المتحدث لـ«الشعب”، أن الأدب الالكتروني استطاع أن يجمع المبدعين المهمشين حول مائدة الأدب الالكتروني، وجعل من العالم الافتراضي واقع معاش، يثبته الكم الهائل من النوادي الالكترونية والمدونات الأدبية المنتشرة، التي تستقطب المئات من المبدعين وهواة الشعر والأدب عامة، ومن خلاله ـ يقول ـ خرجت جماعة من رحم العالم الافتراضي بولاية معسكر، بميلاد ناديين أدبيين “وحي القلم” و«البيان”، حيث استطاع النادي الأدبي الفتي ووليد الضرورة التنظيمية الرسمية، أن يقدم خلال فترة قصيرة، ما لم تتمكّن الهيئات الرسمية الوصية على قطاع الثقافة تقديمه خلال سنوات طويلة، حيث رفع نادي “وحي القلم” المنطلق من قاعدة أدبية إلكترونية، التحدي لما تثبته تقاريره الأدبية ونشاطاته التي تلقى رواجا وإقبالا جماهيريا غير مسبوق، مؤكدا بشأن ذلك على أن الحركة الفكرية والثقافية عرفت نشاطا مكثفا في الآونة الأخيرة انطلاقا من الصالونات الأدبية التفاعلية، والتي وصفها محمد مخفي بمحاسن الأدب الالكتروني، مشيرا في ذات السياق، أن الأدب الالكتروني لا يخلو من السرقات الأدبية، ويأتي في خلفياتها عدم وجود قوانين تحميه، وحتى وإن وجدت ـ في نظره ـ لا تستطيع أن تقدم الكثير لحماية الإبداعات الأدبية.
