أكد مدير الثقافة لولاية قسنطينة جمال فوغالي في حوار مع “الشعب” أن عاصمة الجسور المعلقة مؤهلة بإمكانياتها التاريخية والجمالية وحضارتها وكيانها على احتضان أكبر الثقافات والمهرجانات، لأنها ببساطة أم الحضارات ومهد الثقافات، مشيرا إلى أن الأرضية مواتية مع كل هذه المشاريع التي تعرفها الولاية في جميع المرافق والهيئات.
ودعا فوغالي إلى ضرورة تظافر الجهود والعمل بين المؤسسات والهيئات التنفيذية لإنجاح الحدث، كونه مسؤولية كبيرة وتحد أكبر للجزائر وقسنطينة.الشعب:ما هي أخبار الثقافة بعاصمة الشرق الجزائري، لا سيما في الآونة الأخيرة ومقومات سيرتا في أن تكون عاصمة للثقافة العربية 2015؟
جمال فوغالي: باعتباري المسؤول الأول عن قطاع الثقافة بهذه الولاية التاريخية أنا لا أزكي ما قمنا به وما حققناه خلال هذه السنوات القليلة الماضية، لأننا لا نزال غير راضيين عن ما حققناه، ونتمنى أن نتحدى أنفسنا ونعمل على أن تكون قسنطينة مع كل هذا الحراك الثقافي الذي يتنوع بين كل هذه الفنون وجميع الأنشطة الثقافية المختلفة بالجمعيات والمجتمع المدني والمهرجانات المحلية، الوطنية، الدولية وبكل الملتقيات الأدبية والفكرية وبكل هذه الفضاءات التي تزخر بها، ومع ذلك نصر على العمل دائما وأبدا على الإضافة المتميزة لمثل هذه المدينة، ونحمد الله على هذا الحراك الثقافي بجميع المؤسسات تحت الوصاية، وهو ما يؤكد بما لا يدعو للشك بأن قسنطينة تعمل من أجل إرضاء الأذواق الثقافية والفنية والموسيقية والمسرحية، وكذا الأدبية والفكرية.
ومع ذلك لا نزال غير راضيين عن أنفسنا وأننا ينبغي أن يكون على هذا المعنى الأخلاقي كي نتجاوز أنفسنا في أعمال أخرى ونشاطات تثبت أن قسنطينة تستحق أن تكون عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، وهي باذن الله مؤهلة بإمكانياتها التاريخية والجمالية وحضارتها وكيانها على احتضان أكبر الثقافات والمهرجانات لأنها ببساطة أم الحضارات ومهد الثقافات.
هل لعب الحراك الثقافي دورا في اختيار قسنطينة لهذا الحدث؟
بحكم الصراحة مع نفسي وعلى القطاع الذي أنا مسؤول عنه فإن الحراك الثقافي كان وليد تضافر جهود الجميع، وبحكم الاحترام الكبير الذي تكنه وزارة الثقافة وعلى رأسها معالي الوزيرة ووالي ولاية قسنطينة، وكذا السلطات المحلية التي منحتنا ظروفا مريحة ومواتية ماديا، معنويا وبشريا، حيث كانت هناك عوامل ساعدت في إنجاح هذا الحراك الثقافي وهي تلك التي تمثلت في كل السلطات والمديريات التي عملت معنا بالتنسيق لإنجاح كل التظاهرات الثقافية، أين كنا من بين هؤلاء الذين يبادرون، ووجدنا من خلالها أذان صاغية ويدا ممدودة من قبل وزارة الثقافة والسلطات الولائية والمحلية التي كانت تدعمنا وتساعدنا على إنجاح هذه التظاهرات.
فكل المصالح الأمنية والعسكرية والجمعيات والمجتمع المدني والفنانين والكتاب كانوا حاضرون لأنهم رؤوا في هذا الفعل الثقافي جزءا لا يتجزأ من هذه المنظومة الكلية، حيث أفضى هذا الحراك الثقافي على ولاية حاضنة لحضارات كونها ملتقى الحضارات ولذلك كانت بهذا الزخم الثقافي.
أيضا هذا الاحترام تأكد بمجموع هذه المهرجانات المؤسسة من قبل وزارة الثقافة سواء من قبل سلطات وطنية أو دولية مقارنة مع غيرها من الولايات الأخرى، وهذا التوافق جعل من قسنطينة قطبا ثقافيا مشعا على أن يكون دائما وأبدا لأنه من مهامنا أن تكون الثقافة حاضرة لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة التنمية المحلية بشكل عام، ومن هنا أصر على أن ظروفا كثيرة ساهمت في هذا الانتعاش الثقافي الكبير الذي تشهده قسنطينة على مر السنوات الأخيرة.
باعتبارك المسؤول الأول عن قطاع الثقافة، كيف استقبلتم خبر احتضان قسنطينة للحدث الثقافي؟
إن قرار احتضان قسنطينة لعاصمة الثقافة العربية كان وقعه جد مؤثر على شخصي كمسؤول أول، حيث أنني بكيت البكاء الذي يليق بمقام قسنطينة وبتاريخها وحضارتها وعراقتها التاريخية الممتدة لأكثر من 3 ألاف سنة، تذكرت حينها موحد الدولة النوميدية “ماكسيمسم” وعاصمتها سيرتا، قرطا، سدار وعش النسر تذكرت كل هذا.
هل توقعتم قسنطينة على رأس هذه التظاهرة الثقافية العربية الفريدة من نوعها؟
أنا بطبعي إنسان متفائل، قد أكون حزينا لكنني لا يمكن أن أكون متشائما على الإطلاق، فمدينة قسنطينة كونها مدينة العلم والعلماء ليس غريبا عليها أن تحتضن مثل هذه التظاهرات وهي تستحق هذه الثقة والاحترام من طرف العام والخاص، فما على السلطات إلا أن تكون بمستوى هذا التشريف والتكليف الثقافي الذي شرفنا به فخامة رئيس الجمهورية.
التظاهرة مسؤولية كبيرة وتحد أكبر وعلى الولاية بمسؤوليها ومجتمعها المدني، بشبابها وشاباتها، أن يكونوا يدا واحدة وفي مستوى هذا الحدث، شرفنا فخامة رئيس الجمهورية، شرفتنا الأمة العربية من خلال منضمة “ألكسو” في دورتها الأخيرة لكي تكون قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، فهي هدية ربانية ومنه عربية تستحق أن نتحدى بها.
هل تجد أن الاستقرار الذي تعرفه الجزائر على غرار باقي الدول العربية أهلها لهذه التظاهرة للمرة الثانية؟
أرى أنني في أمن وأمان، أرى أننا في استقرار نحسد عليه، قد يكون هذا واحد من الأسباب، ولكن السبب الكبير هو هذا الاحترام الذي تكنه الدول العربية للسيد فخامة رئيس الجمهورية ومن خلاله لتاريخ الأمة المجيدة ولتاريخ الجزائر العظيم والنصر وما حققته الجزائر دولة وشعبا.
والجزائر بهذا الأمن والاستقرار الذي نحياه أثبت للأمم قريبها وبعيدها أننا وصلنا إلى مستوى أصبحنا نستقبل من خلاله المستوى الثقافي الرفيع فهذا دلالة قاطعة على الاستقرار والأمن وفي شتى المجالات، سيما وأن الجزائر جربت نجاحها وهي عاصمة للثقافة العربية سنة 2007، جربت نجاحها وتميزها والجزائر تحتضن المهرجان الإفريقي الثقافي سنة 2009 وكذلك باحتضان تلمسان جوهرة الغرب الجزائري التظاهرة الثقافية الإسلامية.
كيف يمكن إنجاح هذه التظاهرة في ظل هذه الورشات المفتوحة والتي تعرف إنجازا متذبذبا وتسليما ليس في آجاله المحددة؟
لإنجاح هذا الحدث الثقافي لابد من تضافر الجهود والعمل بين الهيئات والمؤسسات والهيئات التنفيذية، فهو شغلي الشاغل وهذه فلسفة السيد والي الولاية في العمل من أجل أن تكون ولاية قسنطينة حاضرة، ونحن قد بدأنا مشاريع كثيرة متدافعة، ومنذ الإعلان عن احتضان عاصمة الثقافة العربية نؤكد على أن الأرضية مواتية مع كل هذه المشاريع التي تحدث في جميع المرافق والهيئات هذا مدعاة لأن تكون قسنطينة فعلا عاصمة للثقافة العربية، وكلكم تعرفون أن هناك أكثر من سبع قاعات سينمائية جارية التهيئة والترميم.
فمع الزيارة التفقدية التي قام بها ممثلي وزارة الثقافة وعلى رأسهم السيدة “ياحي زهيرة” رفقة الأمين العام لولاية قسنطينة ممثلا عن والي الولاية أين استطلعت كل المرافق الثقافية والمواقع الأثرية والسياحية بالولاية وكل هذه الإمكانيات ستدرس بدقة وعلى مستويات عالية لا أسمح لنفسي بالتحدث عنها، لأنني أحاول بقدر استطاعتي أن أكون بمستوى القطاع الذي أسيره وهو كما أقول عمل صعب لكنه لذيذ وممتع واستثنائي لأن ذلك سيجعل من قسنطينة التي هي جزء من الجمهورية والتي ستكون بلدا ثقافيا بامتياز.
كيف هي تحضيراتكم التمهيدية لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015؟
الزيارة التي كانت برئاسة رئيسة ديوان معالي الوزيرة للولاية رفقة وفد هام عن المشاريع الكبرى، القطاع المحفوظ، كل المشاريع التي يمكن أن تكون في قسنطينة، وتفقدت متحف سيرتا العمومي، دار الثقافة محمد العيد آل الخليفة، سينما سيرتا، المسرح الجهوي، متحف الفنون التقليدية قصر أحمد باي، سينماتيك النصر، وهي ورشة مفتوحة للتهيئة والتجهيز، مقهى النجمة، المدينة القديمة، هذه الأخيرة التي أتممنا المرحلة الثالثة من الترميم وغيرها من النقاط والصروح التاريخية التي ستثري أيام التظاهرة الثقافية العربية ليتم تقديم تقرير مفصلا عن المشاريع التي ستشرف عليها وزارة الثقافة.
فقسنطينة ستكون مشعة على جميع الولايات المجاورة ستكون عاصمة لكل هذه الولايات، ومن هنا نحن متفائلون تفاءلا بناء ومسؤولا لإنجاح هذه التظاهرة لأن نجاحها نجاح للجزائر.
ماهي تصوراتك؟
تصوراتي كما يقول المثل العربي “التجربة محك الرجال” فاليوم وقسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 تبين الخيط الأبيض من الأسود لهذه الحقيقة، وعلينا أن نتجاوز أنفسنا فالنجاح أمر هين يتحقق بتضافر الجهود، والعمل بالتنسيق مع كل الجهات والهيئات التنفيذية.
كل هذه التجارب والنجاحات أمورا سنتركها لأجيالنا القادمة وتاريخنا الآتي لنجعل من أبنائنا وبناتنا يفخرون بالجزائر وبقسنطينة.
نحن مكلفون بزرع ما سيحصده أولادنا الآتون وهذه رسالة لا ينبغي أن نستهين بها.
هل تعتقدون وجو دبعض العراقيل تؤثر علي التظاهرة وكيف مواجهتها؟
بالتأكيد يمكن أن تواجهنا عراقيل لهذا فأمامنا عمل جبار، لابد وأن تكون هناك بعض المساوئ والعراقيل وإذ نحن مجبرون على مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لها في اللحظة الحاسمة، ولذلك قلت لك المثل العربي “التجربة محك الرجال”.
كلمة أخيرة؟
شكرا لكم على هذا الحوار الشيق، وأتمنى لجريدة “الشعب العريقة” النجاح والاستمرارية.
جمال فوغالي مدير الثقافة لقسنطينة في حوار مع » الشعب«
“سيرتا” تستحق أن تكون عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٥
حاورته: مفيدة طريفي
شوهد:2101 مرة