دعا مثقفون وفنانون إلى ضرورة تفعيل النشاط الثقافي الذي يعطي فكرا وإيديولوجية تخدم الثقافة الجزائرية والعربية على وجه عام من خلال إدراج نصوص وندوات فكرية تعطي وجها ايجابيا للثقافة الجزائرية خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، معتبرين لـ » الشعب« أن قسنطينة هي مدينة العلماء والعلم وهي جديرة باحتضان هذه التظاهرة.
الفنانة بهية راشدي..
ننتظر اعمالا جادة
في مستوى التظاهرة
كشفت الفنانة بهية راشدي في تصريح لــ”الشعب” أن البرامج المقدمة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 مختلفة تماما عن التي أقيمت في تلمسان والجزائر العاصمة ومختلف الجهات التي شهدت التظاهرة، في حين نحاول نحن الفنانون وبالتنسيق مع المؤرخين أن نوفق بيننا من خلال إنتاج أعمال عن تاريخ قسنطينة العريق وأفلاما أخرى تضيف للرصيد الجزائري محتوى جاد في مجال الفنون على اختلافها ،مثل التحضير لأفلام جديدة ووثائقية تخص مدينة قسنطينة العريقة ويا حبذا ـ تقول بهية راشدي ـ إنتاج فيلم وثائقي ولو قصير عن العلامة عبد الحميد ابن باديس باعتباره ابن المنطقة لإبراز أهم الانجازات التي قدمتها هذه الشخصية العظيمة خدمة للثقافة والفكر الجزائري.
وفيما يخص المشاركة العربية في هذه التظاهرة الفنية أكدت بهية راشدي أن هناك مقاصد ورغبات تتحقق في هذه المدينة الجميلة جدا، خاصة وأن كل الأعمال الجزائرية المقدمة كانت ناجحة منها الطويلة، بالإضافة إلى أعمال أخرى تصف هذه المنطقة لتكريس عاداتها وتقاليدها التي روى عنها التاريخ .من جهة أخرى دعت الفنانة باهية راشدي القائمين على هذه التظاهرة أن يلبسوا مدينة قسنطينة “لباسا” رائعا مرصعا بالذهب اللامع الذي يكون من خلال إبراز أهم المكنونات التاريخية والحضارية التي ميزت مسار هذه المدينة العريقة.كما دعت الفنانة بهية الصحافة الجزائرية إلى ضرورة ضمان تغطية شاملة لهذه التظاهرة الثقافية و التي تبدأ من الآن.
الفنان فؤاد زاهد..
إعطاء فرصة للشباب
لإبراز أعمالهم الفنية
ذكر الفنان فؤاد زاهد أن هذه التظاهرة الثقافية تعد بمثابة الفرصة الكبرى للشباب لرسم صورة مثالية لمختلف أعمالهم الفنية خاصة و أن هؤلاء الشباب قد برزوا من خلال عدة أعمال تلفزيونية و مسرحية ،أعطتهم تألقا معتبرا حيث أن احتكاك هؤلاء بالفن في الدول الأجنبية مكنهم من اكتساب نوعا ما تجربة جديرة بإظهارها في أعمالهم ،فقسنطينة عاصمة الثقافة العربية ،و أيضا تلمسان كانت ناجحة و هو ما نتمنى أن تحققه هذه التظاهرة في 2015 و هذا من خلال التحضير لمختلف النشاطات كما أن اختيار مدينة “ قسنطينة “من طرف” الأليسكو”يشرف الجزائر وبالأخص المدينة التي تعتبر مهد العديد من الحضارات الإنسانية.
ويأتي تشريف “ قسنطينة “الملقبة بمدينة الجسور المعلقة بهذه التظاهرة بعد ذلك الذي خصت به العاصمة الجزائرية التي اختيرت سنة 2007 كعاصمة للثقافة العربية ومدينة “تلمسان” التي احتضنت تظاهرات عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2011
الأمين العام للاتحاد الوطني للفنون التشكيلية عبد الحميد لعروسي
حضارات تعاقبت
على مدينة الجسور المعلقة
يعتبر السيد عبد الحميد لعروسي أن اختيار مدينة قسنطينة لتكون عاصمة الثقافة العربية 2015 لمميزات الجغرافية و البنائية خاصة كونها مبنية على صخرة مما أعطاها منظرا فريدا يميزها عن باقي ولايات الجزائر ،حيث كان يطلق عليها في القديم اسم “سيرتا” لتعاقب الحضارات عليها كالبونقيين و النوميديين و البيزنطيين و الو ندال والرومان ثم الفتوحات الإسلامية ،كما تحتفظ المدينة بزخم ثقافي عريق و أحياء تبقى اليوم شاهدة على حقبة تاريخية ،كل هذه المعالم التاريخية و الحضارية جعلها مهدا لتكون عاصمة الثقافة العربية بكل فخرا. أما اختيار هذه المدينة و الذي يتعاقب مع العواصم الأخرى التي تداولت عليها هذه التظاهرة تأتي للميزة الحضارية التي يتمتعون بها.
رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين
يوسف شقرة..
مدينة العلم و العلماء
و قلعة من الثقافة
أكد رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين شقرة أن قسنطينة عاصمة الثقافة العربية هو بحد ذاته انتصار للثقافة الجزائرية و لكل المثقفين و للدولة الجزائرية وأولا و أخيرا ،أما بالنسبة لقسنطينة فهي مدينة العلم والعلماء و تحتاج أن تكون على الدوام عاصمة للثقافة الوطنية و العربية كما تمنى شقرة ?في تصريح خص به”الشعب”- كل ولايات الوطن عواصم للثقافة لان الإمكانيات المادية متوفرة و صناع الثقافة رجالا و نساء متوفرون ما ينقصنا إلا الإرادة و فسح المجال و إعطاء الفرص ،و يكفي من ثقافة التهريج و المواسم و الناسبات ?يضيف محدثنا- فوزارة الثقافة بدلت و تبدل جهدا كبيرا ما يبقى إلا التنسيق مع الجمعيات و المؤسسات و المجتمع المدني لتطوير و تفعيل هذا المنجز الثقافي الهام .
و في الحديث عن قسنطينة قال شقرة أنها قلعة من قلاع الثقافة التي كانت على الدوام منارة على الولايات المجاورة و الوطن ككل ، حيث كانت بها الملتقيات و اللقاءات الأدبية و الفكرية الجادة و المتميزة و الهامة ،و لكن خفت دويها لسنوات طويلة و تبخرت كل الآمال التي كانت معقودة عليها إلى أن بدأت بوادر منذ سنتين لتعيد لقسنطينة أمجادها من خلال المهرجانات مثل مهرجان الأدب النسوي و الملتقيات التي تعدها مديرية الثقافة حاليا و بعض الإرادات الطيبة و النوايا الحسنة و هو ما اعتقد يضيف شقرة-انه أهل قسنطينة لتكون عاصمة الثقافة العربية.