بادرت منظمة اليونسكو إلى إطلاق تظاهرة “عاصمة الثقافة العربية” في 1996، بناء على اقتراح للمجموعة العربية خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية باريس ما بين 3 و7 جانفي 1995م، وفي الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، والذي عقد بالشارقة - الإمارات العربية المتحدة يومي 21 و22 نوفمبر 1998م.
وكان للجزائر شرف احتضان هذه التظاهرة، لأجل تطبيق مبدأ تأسيسها، والمتمثل في تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة.
في 2015 ستكون عاصمة الجسور المعلقة عاصمة للثقافة العربية، بعد أن أقرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو توصية مفادها إعلان مدينة قسنطينة الواقعة شرق البلاد عاصمة للثقافة العربية لسنة 2015، بعد أن تبنت الوفود العربية الوزارية المشاركة في أعمال الدورة الـ21 للمنظمة التي كانت قد افُتتحت مؤخراً في العاصمة التونسية، واعتمدت التوصية التي تقدمت بها لجنة الثقافة الجزائرية.
وقبل قسنطينة وفي 2007 اختيرت الجزائر لأن تكون عاصمة للثقافة العربية، حيث تجند القائمون على رأس الثقافة لإنجاح الحدث، وسُطر لذلك برنامجا ثقافيا وفكريا وفنيا وفلكلوريا ضخما غير مسبوق منذ استقلال البلاد العام 1962، وخصصت له الدولة ميزانية هامة قدرت ب 5.5 مليار دج، حيث شهدت الفعالية إنجاز 45 عملا مسرحيا، و22 مشروع فيلم مطول، و44 شريطا وثائقيا وفيلما قصيرا، و11 فيلما تلفزيونيا، فضلا عن طبع 1000عنوان من بينها 32 كتابا فاخرا.
وعلى غرار البرنامج الذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” باختيار عاصمة الثقافة العربية، تبنت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم “الإيسسكو” برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية التي تسند سنويا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة واحدة عن كل من المناطق الإسلامية الثلاث: العالم العربي وإفريقيا وآسيا، تضاف إليها العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين، وتمتد الاحتفالات والتظاهرات على سنة كاملة، وقد وقع الاتفاق على هذه التظاهرة منذ عام 2001 من قبل المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي انعقد آنذاك في العاصمة القطرية الدوحة، وتم اعتماده في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004 .
واحتضنت الجزائر الفعالية في 2011، حيث كانت تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، وعرفت مشاركة 29 بلدا عضوا في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، و12 بلدا غير عضو في المنظمة منها الصين والهند واسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة.
وشهدت الفعالية تنظيم نشاطات عدة في إطار هذا المهرجان من بينها عرض ما لا يقل عن 19 عملا مسرحيا وأفلام وثائقية التي جرى تجديدها للمناسبة، ناهيك عن تقديم عروض من الموسيقى المحلية والموسيقى الأندلسية ومعارض في أربعة متاحف، وندوات عن تاريخ مدينة تلمسان الضارب في القدم إلى ما قبل التاريخ.
17 سنة مرت.. والمبادرة مستمرة
إشراقة حضارية لمدن متعاقبة
هدى بوعطيح
شوهد:1754 مرة