أوضح مدير دار الثقافة أبي الرأس الناصري، السيد جامع عبد الحكيم، أنّ الاختلاف والتنوع في الرصيد الثقافي والحضاري الذي تزخر به شتى المناطق الجغرافية في الجزائر، يبرز الصورة الجميلة والمتماسكة للدولة الجزائرية، مشيرا أنّ هذه الأخيرة قد تمكّنت من الوقوف في صورة لا تتأثّر بعوامل الزمن والتاريخ، حيث بقيت تحافظ على هويتها الثقافية والتراثية بالرغم من مضيها لسنوات طويلة تحت وطأة الاستعمار أو الظروف الأمنية، ولا تلك الظروف المتعلقة بالعولمة والغزو الثقافي الغربي.
وأكّد جامع عبد الحكيم أنّ التظاهرات الكبيرة التي تقام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وإشراف من وزارة الثقافة في إطار سياسة الحفاظ على الموروث الثقافي للجزائر، ساهمت بشكل كبير في إثراء هذا الموروث الثقافي، فضلا عن مساهمتها بعد حوالي 10 سنوات من البدء في تنظيم هذه التظاهرات في تحسين صورة الجزائر دولة وشعبا، وتمثيله على أحسن وجه في المحافل الدولية الثقافية، إضافة إلى تمكن هذه التظاهرات من تنشيط المحيط الثقافي والفني إذا ما تمّ الحديث عن البعد الاجتماعي والأثر الإيجابي الذي تتركه النشاطات الفنية والثقافية في أوساط الجماهير، حتى تلك الجماهير من الدول الصديقة التي أبهرت بالزخم الفني الجزائري واختلافه المميز، خلال مراسم افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
ومن خلال ذلك، قال مدير الثقافة أنّ التّعويل على إثراء الموروث الثقافي الجزائري والعناية به، هو من أهم ما تصبو إليه الوصاية على قطاع الثقافة، الأمر الذي يفسّر عنايتها الملازمة لرصد مبالغ مالية هامة لقاء إشراك الطاقات الشبانية والألوان الثقافية والفنية في مثل هذه التظاهرات، كما تعكسه إنجازات القطاع والأطراف الفاعلة فيه من جمعيات شبانية وثقافية، تمكّنت من احتلال الريادة وافتكاك جوائز قيّمة لقاء مشاركتها في المهرجانات الدولية والعربية، ومنها جمعيات محلية، يرتبط نشاطها الفني بقوة في عمق المجتمع الجزائري، فضلا عن الاهتمام الذي توليه الوصايا لإقامة وإنجاز المرافق الثقافية ودور السينما وإنتاج الأفلام والمسرحيات التي تعرف بالشخصيات الوطنية والتاريخية، في محاولة لإبراز مختلف نقاط القوة التي تتغنّى بها الجزائر.