يرى الشاعر بولرباح عثماني بأن قسنطينة عاصمة للثقافة والأدب والعلم منذ القديم، وما اختيارها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية 2015، إلا احتراما لتاريخها المشرّف والمشرق، وهو ما سيجعل من الجزائر قلعة من قلاع الإبداع والتميّز الجاد.
وتمنى عثماني في حديث لـ«الشعب” أن تقدم التظاهرة صورة عن الثقافة الجزائرية الراقية التي تحملها قسنطينة وباقي المدن الجزائرية، من فكر وتراث وأدب ومسرح.. داعيا إلى ضرورة تشجيع الأقلام الجزائرية المبدعة، ومد يد العون لها والتعريف بها وبأعمالها وكتاباتها، وأن لا يحتكر الفعل الثقافي والأدبي على أسماء دون أخرى.
الشعب: بداية، ما هي نظرتكم للعواصم الثقافية بصفة عامة؟
بولرباح عثماني: الحقيقة أنّ فكرة تنظيم أو مشروع العواصم الثقافية أعطى متنفسا جديدا للثقافة العربية، كي تكون رؤية جديدة للمثقف حتى يتعرّف على ثقافة الدول العربية الشقيقة، وتتوسع نظرة المثقف ويكون على مقربة من هذه الثقافات التي تنتقل إليه، وبما أن هذه العواصم الثقافية تحمل في طيّاتها إرثا ثقافيا ماديا ولاماديا، فهي بذلك تجسد المفهوم الحقيقي للفعل الثقافي، لأننا نعلم أن هناك ثقافة وفكر، وهناك فعل ثقافي يتجسد من خلال الأداء، والتمثيل الحقيقي لما هو مجسد في كل بيئة ومجتمع، والتعريف بالثقافات هو جزء من التعريف بالدول وما تحمله من تراكم ثقافي وأدبي وفكري. وفي هذا السياق، نرى أن العواصم الثقافية التي تحيي هذه الثقافات وتعرف بها هي أسمى ما ينتظره المثقف.
من خلال اطلاعكم، هل ترون بأن قسنطينة جاهزة لاحتضان الحدث؟ وما الذي ستقدّمه كمدينة للتظاهرة أولا وللجزائر ثانيا؟
قسنطينة هي عاصمة للثقافة والأدب والعلم منذ القديم، وما اختيارها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية 2015، إلا احتراما لتاريخها المشرف والمشرق.أما عن جاهزيتها، فأنا كمثقف أرى أن الأمر يتوقف على المشرفين على هذه التظاهرة الثقافية الرفيعة المستوى، وعلى هؤلاء أن يدركوا جيدا أن الثقافة والفعل الثقافي ليس وليد حدث وينتهي الأمر، بل علينا جميعا كمثقفين وأدباء وأهل لهذه الولاية أن نمّد يدنا لبعضنا وأن نؤمن بأنّ قسنطينة جزء من وطننا، وهي عروس يجب أن نحتفل بزفافها وأن نشرفها أمام الدول العربية الشقيقة.
ونتمنى أن تقدم صورة عن الثقافة الجزائرية الراقية التي تحملها قسنطينة وباقي المدن الجزائرية، من فكر وتراث وأدب ومسرح وتصوّف، وفنون، وموسيقى، وشعر وغيرها من الأشكال التعبيرية والثقافية المادية واللامادية أيضا.
وكيف يمكن لهذه التظاهرة أن تخدم الثقافة الجزائرية ومن ورائها الأدب الجزائري؟
*يمكن لهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة أن تخدم الثقافة الجزائرية من خلال التعريف بها وتقديمها للمثقف العربي من جهة، ومن جهة ثانية هذا الاحتكاك والتلاقي يجعل من الجزائر قلعة من قلاع الإبداع والتميّز الجاد، وبذالك يتعرف الإخوة العرب على ثقافتنا، ونحن أيضا نقدم لهم ثقافتنا ومورثنا الحضاري، وبذلك تشّجع الطاقات الثقافية والأدبية ونُعرف بأعلامنا ومثقفينا.
كمثقف وشاعر، ما الذي تنتظره من قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؟
كمثقف وشاعر أنتظر أن يكون هناك نجاح أولا، ثم تشجيع الأقلام الجزائرية المبدعة، ومد يد العون لها والتعريف بها، وبأعمالها وكتاباتها.. وأتمنى أن لا يحتكر الفعل الثقافي والأدبي على أسماء دون أخرى، وأن يلتفت إلى مثقفي الجنوب ومبدعيه حتى يكون لهم حضور ومحل من الإعراب ضمن فعاليات هذه التظاهرة، فنحن منذ أن عهدنا المهرجانات والعكاظيات والعواصم الثقافية، لم نسمع بمبدعي ومثقفي وشعراء الجنوب في هذه الأعراس الثقافية، لابد من إشراكهم وإنصاف إبداعهم.
الشاعر بولرباح عثماني لـ “الشعب”:
سيرتا عاصمة للثقافة والأدب منذ الأزل
هدى بوعطيح
شوهد:957 مرة