أكد الشاعر بغداد سايح في حديث لـ”الشعب”، أن المسابقات الأدبية في الجزائر حقّقت بعض الأهداف المرجوة باستثناء تلك التي تنظمها الجهات أو الجمعيات المشكوك في مصداقيتها.
ويرى سايح، بأن المسابقات الأدبية قد تلعب دورا في ترقية الإبداع إذا ما تمّ الترويج الأمثل للعمل الإبداعي والتحفيز المادي والمعنوي للمتوّج بهذه الجوائز عبر استحداث امتيازات خاصة يحظى بها هذا المبدع، واعتماد معايير معروفة أولها النزاهة والحياد التام، مشيرا إلى أن الأهم أن تكون هناك أهداف حقيقية للنهوض بالمبدع والإبداع.
الشعب: تعدّ من أكثر الأدباء المشاركين في المسابقات الأدبية والمتوّجين بأغلب جوائزها سواء على المستوى الوطني أو الدولي، كيف ترى مشاركتك في هذه الفعاليات؟
بغداد سايح: مشاركتي في هذه المسابقات حضور ثقافي آخر، وجودي مشاركا فيها يمنحني ظهورا ثقافيا مختلفا، هي محاولة لكسر رتابة الفعل الثقافي المكرّس ببعض الملتقيات الأدبية والمهرجانات الشعرية، وهنا لا بد أن أصارحك بأنّ دخولي في المسابقات الأدبية والفوز بها يزعج اللوبيات المتحكمة في بعض الفعاليات الثقافية، هذا النوع من المسابقات يجسد منابر إعلامية كبرى تخدم المبدع، وربما يصل بالأديب إلى نجومية لا يؤمن بوجودها المتشائمون.
يكثر الجدل في مختلف المسابقات الدولية بمجرد الإعلان عن الفائزين، وبأن هناك تمييز وتتويجات على حساب قيمة العمل المقدم، هل ترى بأن المسابقات الأدبية في الجزائر تتميّز بالمصداقية، ولا تعتمد على المحاباة والمحسوبية مثلا؟
لا يمكن الطعن في مصداقية كل المسابقات الأدبية في الجزائر، بعضها بدأ بشكل الريبة ثم أخذ بالمسار الصحيح باتخاذ لجان تحكيم نزيهة، بعضها سقط في جهوية مقيتة، فالفائزون فيها من المنطقة التي ينحدر منها القائمون على المسابقة، وهناك مسابقات محترمة لا تتلاعب بمواعيد استلام الأعمال ولا تتكاسل في إعلان النتائج درءاً للشكوك، والذي يتابع المشهد العام لهذه المسابقات يعرف جيدا الجمعيات والمؤسسات التي وقعت في فخّ المحسوبية والمحاباة لتفقد الجوائز قيمتها.
إلى أي مدى يمكن للمسابقات الأدبية أن تلعب دورا فعالا في ترقية الإبداع، لا سيما في الجزائر؟
لا يمكن للمسابقات الأدبية أن تلعب دورا كبيرا في ترقية الإبداع إلا بشروط، أعتقد أن أهمّها الترويج للعمل الإبداعي، الفائز في الوسائل الإعلامية وتوثيقه وطبعه لعرضه على المختبرات النقدية، وأيضا التحفيز المادي والمعنوي للمتوّج بهذه الجوائز عبر استحداث امتيازات خاصة يحظى بها هذا المبدع، وبشكل عام فالمسابقات الأدبية في الجزائر حقّقت بعض الأهداف المرجوة باستثناء تلك التي تنظمها الجهات أو الجمعيات المشكوك في مصداقيتها.
بعض المسابقات تلعب دورا بارزا في اكتشاف المواهب، هل ترى بأنها ساهمت في وضع الشباب الفائزين على طريق الإبداع، أم أن مهمّتهم تنتهي بانتهاء الحدث؟
أعتقد أن دور المسابقات الأدبية لا يتوقّف على إبراز الأقلام الإبداعية، ولو أن بعض المسابقات ليس لها الوهج الإعلامي الخاص لتفعيل ذلك، أظن أن معظمها لا تتوفر على خارطة معينة تؤدي بالمبدع إلى الطريق الذي ينشده، لكن لا نلوم الجهات التي تنظّمها على التقصير في ذلك، غالبا ما يكون هناك نقص كبير في الموارد المخصّصة للمسابقات الأدبية مقارنة بما هو قائم في فنون أخرى، تحقيق الأهداف المرجوة من المسابقات الأدبية يتطلب إمكانيات خاصة قد لا توجد لدى منظميها.
في نظرك ما هي المعايير التي يجب أن تقوم عليها المسابقات الأدبية؟
لن أتكلّم عن المعايير التي تمارس على العمل الإبداعي، ذلك من مهام لجنة التحكيم التي ينصّبها المنظمون للمسابقة الأدبية، يمكنني الحديث فقط عن المعايير التي تعتمدها الجهة المنظمة للمسابقة، وهي معايير معروفة أولها النزاهة والحياد التّام، ثم يأتي احترام مواعيد استلام الأعمال والإعلان عن النتائج وكذا توزيع الجوائز، والأهم أن تكون هناك أهداف حقيقية للنهوض بالمبدع والإبداع، وأيضا تنصيب لجنة تحكيم محترمة.