الرّوائي ورجل الاقتصاد د/ فريد بن يوسف

يجب تحقيق التّوافق بين الاستثمارين العمومي والخاص

أسامة إفراح

الدكتور فريد بن يوسف، أستاذ الاقتصاد بجامعة الجزائر وخرّيج الجامعات الأمريكية، روائي وشاعر وفنّان تشكيلي في أوقات فراغه.
هو قارئ نهم للأدب، سواء أدب أمريكا اللاتينية، الروسي، الفرنسي، الآن مهتم أكثر بالأدب الافريقي باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وبالأخص الكاتبات الافريقيات اللّواتي لا يعرفهن الجزائريون كثيرا للأسف.
اغتنمنا فرصة جمعه بين علم الاقتصاد والإبداع الأدبي، لنسأله عن رؤيته لواقع العلاقة بين هذين المتغيّرين في الجزائر.

ولعلّ ما نلاحظه في العادة، هو أنّ رجال الاقتصاد لما يكتبون فهم يكتبون أكثر في مجال تخصّصهم، ولكن هناك من يكتب في الأدب والرواية، على غرار الفقيد صالح موهوبي، الذي يقول عنه بن يوسف إنّه وموهوبي نشرا عند نفس دار النشر بفرنسا وهي “لارماتان”، وتأسّف محدّثنا على كون قليل من الناس يعرفون أنّ الفقيد أبدع في الرواية إبداعه في علم الاقتصاد.
أما عن اقتصاد الثقافة، فيرى الدكتور بن يوسف أنّه غير مهيكل، وهناك قليل من البلدان التي فهمت أنّ الثقافة هي أيضا قطاع اقتصادي، وهذا ما دفعها إلى الاستثمار في هياكل الصناعة الثقافية، بمعنى صناعة السينما، صناعة الفنون التشكيلية، صناعة الكتاب، الإعلام الثّقيل، التّكوين.. وإذا لم يتوفّر المقاولون والمستثمرون في هذه القطاعات فلا يمكن تطويرها، ولنأخذ أحد أحسن الأمثلة على الصّناعة الثّقافية وهي صناعة السّينما، حيث نلاحظ أنّه في فترة معيّنة كان الفن السابع الجزائري معروفا عالميا، أين كانت الدولة تستثمر في هذا القطاع، ولما انسحبت الدولة من الاستثمار في هذا القطاع فإنّ السّينما الجزائرية عرفت تراجعا.
ويواصل الدكتور بن يوسف قائلا: “في نفس الوقت الذي كانت السّينما الجزائرية تحصد الجوائز في مهرجانات عالمية مثل كان والبندقية، كانت السينما في بلدان مجاورة لنا تكاد تكون منعدمة، ولكن على العكس، فإنّنا اليوم نكاد لا ننتج سينما، ما عدا الإنتاج الأجنبي المموّل جزئيا من الجزائر، مثل أنديجان أو الوهراني، ولكنها لا تعرض في الجزائر قصد تحقيق أرباح، والسبب وراء عدم عرضها هو غياب قاعات السينما. إذن فإن هذه الصّناعة السينما لم يتم التكفل بها من طرف الدولة، أو القطاع الخاص، أو الاثنين معا، مثلا في إحدى التجارب المجاورة فقد تمّ خلق توافق بين القطاعين العمومي والخاص، وتمّ تحويل سجن قديم إلى استوديو ضخم للإنتاج السينما، وأكبر الأعمال الهوليوودية يتم إنتاجها هناك، وهو ما يدرّ أموالا كبيرة”.
وعن السبب وراء تفضيل المموّلين تمويل قطاعات جماهيرية مثل كرة القدم مثلا، على حساب تمويل الثقافة، يختصر بن يوسف إجابته بالقول: “هي مسألة ثقافة”.
وبالعودة إلى المجال الأدبي، يقول الدكتور بن يوسف إنّ السبب وراء ولوجه عالم الكتابة الرّوائية هو كونه قارئا نهما، وأنّه وجد أنّ الوقت حان ليكتب ولا يكتفي فقط بالقراءة، رغم أنّه بدأ كتابة الشّعر في سن مبكرة، وإن لم ينشر قصائده. وأضاف بن يوسف أنّه يغار من الكتّاب الذين يقرأ لهم إلى درجة دفعته للكتابة.
وعن التشابه الكبير بين عنوان روايته “الأسود لا يليق بك”، ورواية أحلام مستغانمي “الأسود يليق بك”، يقول محدثنا إنّ مستغانمي التقته في صالون الكتاب بالجزائر، وسألته عن هذا الأمر، فأجابها ببساطة بأنّ روايته قد سبقت روايتها بسنوات، وهو دليل على أنّ عنوانه هو من محض أفكاره وليس العكس..

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024