جريدة “الشعب” مدرسة قائمة بذاتها هذه الجريدة الأم ، فكر وممارسة ، جريدة “الشعب” طليعة وقاعدة كانت ولا تزال ، على تماس بالناس وبالحياة ، كانت ولا تزال واقعًا في الحياة اليومية ، ولذلك تعمل جاهدة لتصل إلى تلبية رغبات المثقفين في التواصل معهم في أعمال ثقافية ترسم الماضي والحاضر والمستقبل.
والثقافة لغة مخاطبة وفكر يتحقق معه بالمعايشة والمعانقة ، وخط جريدة “الشعب” الثقافي ، كما عرفته يريد أن يكون له صراط معين ، ومن خلاله يمكن أن نصل إلى الثقافة الوطنية التي نريدها ، فخارطة السياسة ليست بمعزل عن خارطة الثقافة . ذلك أن كليهما موقعان ومكملان لبعضهما في الوصول إلى الإنسان ، ومن هنا كان التأكيد على أن يتواصل المجهود الثقافي الذي تبذله هذه الجريدة مع ميلاد كل جيل ، فالثقافة إبداع على الأصعدة كافة ، وإبداع على الجبهات كافة ، فالمثقف جزء من حركة مجتمع متدفق ومتحرك ومفكر . ومن خلاله تبدأ مسيرته على ورقة ، حيث يكون العطاء ، وحيث يكون إنسان اليوم مبدعًا ومتألقا في شمس الوطن التي يراد لها أن تبقى هي العلاقة الأولى التي نتواصل من خلالها إلى ثقافة جادة أبدًا .
كلمات جريدة “الشعب” منذ استعادة السيادة الوطنية ، تسبق الشمس ، ثم تكون مع أقلامها كلمات وعبيرًا للصباح والحياة والجمال والحرية .
جريدة “الشعب” جريدة الجماهير ، إذ تسبق قراءها قبل أن تبزغ الشمس تمنحهم اللسان العربي والقضايا الوطنية والقومية والإنسانية ، ومنذ تأسيسها أرادت لخطها أن يكون وطنيًا أن يجذر أصالة هذا الوطن وينطلق من خلالها .
كانت أركانها الثقافية تنطلق بحرارة وبوعي وطني وقومي وإنساني شمولي .
كانت أركانها الثقافية في سبيل التطوير دائما ، وأصبحت هناك خبرات مكتسبة في العمل الصحافي المكتوب ، تكتسب هذه الجريدة تأثيرها عبر سمتها الوطنية والقومية والإنسانية وأنشطتها ومتابعاتها الأحداث الثقافية المحلية والعربية والدولية ، وتعتمد بشكل دائم على كتاب من خارج الجريدة يغذونها بالمواد المكتوبة إضافة إلى كتابها . وفي الوقت الحاضر تحول عملها إلى جهود استثنائية .
وكقراء نعتز بتوجه الجريدة الوطني والقومي وإعدادها لأركان تنفرد بها وتوسيع نطاق عملها الثقافي في ميادين مختلفة ، وفي المعركة الفكرية الحاضرة مع المسخ الثقافي الزاحف، كانت ولا تزال سباقة إلى تغطية جوانب مختلفة ذات صلة بالثقافة .
إن أهمية هذه الجريدة تكمن في كونها جريدة وطنية مفتوحة لمعالجة الشؤون الثقافية كافة ، ونحرص جميعا على هذه السمة لهذه الجريدة .
ومما يلاحظ عليها أن جهودها الثقافية ، حاضرًا ، لا تتوقف عند زمن محدد ، فكل الجهود مشتركة ومعطاءة ومتفانية لمزيد من الجهد والعطاء ، إن هذا الجهد الملاحظ نعتز به كقراء ونتواصل معه .
إن الأركان الثقافية في هذه الجريدة فن قائم بذاته ، ويعتمد على الخبرة الفنية والذوق والثقافة والحب المتعلق بالعمل الصحفي . ويبدو أن الساهرين على هذه الأركان الثقافية يحرصون على أن تكون المادة الثقافية جيدة ومفيدة وممتعة ومقروءة ، والأركان الثقافية بهذه الجريدة بعضها يومي والآخر أسبوعي تعتمد على العاملين بالجريدة ، على مشاركة كتاب وأدباء من خارج الجريدة ، كما قلت سابقا ونجاحها يتحقق من خلال توطيد العلاقة بالحركة الثقافية الجزائرية والعربية باستمرار .
إن جريدة “الشعب” ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية تؤكد من جديد على أنها رافد وطني يلتحم بالكلمة العربية الشريفة والفكرة الصائبة عبر الكلمة المقروءة تتواصل مع كل الجزائريين والعرب الذين يحملون شرف الدفاع عن أصالتهم وثقافتهم الأصيلة .
أخيرًا هذه الجريدة كانت مدرسة حقيقية ، وظلت مدرسة حتى الآن لعشرات الأدباء الذين مروا من هنا ، وهذه الكلمة ليست مبالغة ، لأن المبالغة لا تخدم أحدًا ، ولكن ذكر الحقيقة هو الذي يؤشر جهد العاملين ، وحقيقة ، هناك أناس بهذه الجريدة يعملون كثيرًا ويتكلمون قليلا .
إن المعاني الإنسانية الشامخة التي تحققت في صورة جريدة “الشعب” الناهضة المتصلة بمجد الماضي ومجد الحاضر هي تعبير عن أصالة الروح الوثابة التي تحمل من الماضي أصالة الشعب ومن حاضره في زمان البناء وسام النهوض والتقدم .
عبد الرحمن عزوق
رئيس فرع اتحاد الكتاب لولاية تيبازة
جريدة “الشعب” مدرسة متميزة
شوهد:5536 مرة
1 تعليق
-
رابط التعليق
طحرور ثلجة حنين
23 مارس 2013
التعليق :الشعب في نظري جريدة متميزة عن بقية الجرائد ،جريدة تترك بصماتها كل صباح و مساء ،جريدة أنجبت علماء ومفكرون و كاتبون ،جريدة كلما نطقها اللسان شعر بها القلب،جريدة يتمنها كل صحفي أن يضع قدمه عليها ولو ليوم واحد ،جريدة عريقة بفكرها التابغ وخيالها لواسع ،أم الجرائد الوطنية و العربية ولما لا الغربية ، وفي صفوة القول أقول :أقولها بكل صراحة أنني أتمنى في ذات يوم أن أقدم شيئ ولو بسيط لهذه الأم لهذه النابغة لهذه الأسطورة و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أسئل الله لكم التوفيق و النجاح و أن تكونوا قدوة للجميع