لم يكن المسرح الجزائري في أوجه عطائه خلال سنة 2014، ولن نظلم أحدا إذا قلنا إن أبا الفنون عرف خلال هذه السنة تراجعا ملحوظا، بعد أن شهد شاهد من أهله، ألا وهو مهرجان المسرح المحترف الذي دقّ ناقوس الخطر في طبعته الأخيرة، بعد الإعلان عن حجب جائزة أحسن عرض متكامل.
المهرجان الذي يشهد مشاركة قوية لمختلف الفرق المسرحية والجمعيات من مختلف جهات الوطن، لم يتمكّن من إفراز مسرحية واحدة متكاملة، تحفظ ماء وجه الفن الرابع في الجزائر وتعيد له مجده، حيث إن التظاهرة ودون سابق إنذار دقت ناقوس الخطر، وأعلنت بأن المسرح الجزائري يمر بأزمة نص، بعد أن أصّرت لجنة التحكيم على أن الأداء كان هزيلا والعروض ضعيفة، وقدمت باقي جوائز المهرجان بتحفّظ كبير.
فالمهرجانات التي تقام في أي بلد كان، ليست لأجل البهرجة والتفاخر، وإنما يقاس بها مدى حضور وانتعاش أي فعل ثقافي سواء في السينما أو المسرح أو في مجال الأدب، ولقد كشف مهرجان المسرح المحترف في الجزائر عن غياب نصوص مسرحية، وبالتالي غياب أقلام قادرة على إعادة بعث أبي الفنون في الجزائر، واسترجاع الصرح لأنفاسه، ناهيك عن الابتعاد عن الاقتباس الذي أصبح ملاذ المخرجين لتغطية العجز الحاصل على مستوى الفن الرابع في الجزائر، وبالتالي كسب ثقة جمهور المسرح من جديد، والذي أصبح متعطّشا لعروض مسرحية وطنية في مستوى العروض التي كانت تقدم زمن العمالقة أمثال حسن الحسني، رويشد، علولة، مجوبي، وغيرهم كثيرون.
مهرجان المسرح المحترف والذي يعدّ أكبر تظاهرة ثقافية تحتضنها الجزائر، يقول لأصحاب القرار أفيقوا فإن المسرح في أزمة، عليكم الاستثمار في المواهب الشابة، وفتح المجال للجيل الجديد الذي يمتلك إمكانيات كبيرة في كتابة النصوص المسرحية، والتي بإمكانها الارتقاء بأبي الفنون، والنهوض به من جديد، وعدم وقوف موقف المتفرّج حتى لا يخسر مكانته.
وشهد شاهد من أهله
المسرح لم يكن في مستوى التطلعات
هدى . ب
شوهد:839 مرة