أكدت الفنانة مونيا بوشلوخ في حوار مع “الشعب” أنه لا يمكن إنكار الضعف الذي واجهه المونولغ، إلا أن هناك بوادر واضحة ـ تقول ـ لاستعادة مكانته المرموقة في مسرحنا.
وأشارت مونيا إلى أن المونولوغ يتطلب موهبة وجهدا مضاعفا أثناء التمرين ليتمكن الفنان من تقديم عرض كامل. ودعت في سياق حديثها إلى ضرورة الاهتمام بالشباب الصاعد وتدعيمهم ماديا ومعنويا لأجل النهوض بهذا النوع المسرحي، الذي يتطلب الجرأة والشجاعة.
الشعب: كيف تقيمن واقع أبي الفنون في الجزائر؟
مونيا بوشلوخ: المسرح الجزائري محصلة ونتاج لمستوى تطور كافة الفنون في الجزائر، كما أنه محصلة لاتساع الحريات والمساحات للمواضيع المطروحة في المسرح الجزائري، وما يساعد ويوفر الأرضية للتطور القادم هو وجود بنية تحتية من قبل عدد كبير من الفنانين الجزائريين في مجال الفن الرابع، من كتاب وممثلين ومخرجين، إضافة لوجود المسارح العديدة والمهيأة للعروض المسرحية.. إن كل ذلك ينبئ بنهوض المسرح الجزائري ثانية يليق ببلدنا، مسرح جاد وأصيل وأداة من أدوات الوعي الراقية لشعبنا الجزائري.
وكيف حالة المونولوغ من كل هذا؟
لابد أن أشير أولا أن هناك فرق بين المونولوغ والمونودراما، والمقصود بالسؤال عن المونودراما هي مسرحية تقدم من ممثل واحد لإيصال رسالة فكرية أو اجتماعية ودلالاتها على الإنسان، مع توفر باقي العناصر المسرحية المكملة للعرض المسرحي، وهذا يختلف عن المونولوغ الذي يلقيه شخص ليبرهن عن حالته النفسية أو ما يشعر به نحو حالة أو شخص آخر، فالمونولوغ يمكن أن يوصف بمشهد داخل مسرحية، وليس المسرحية بكاملها كما في المونودراما.
في أي قضية يمكن أن نعتمد عليه؟
لا يمكن إنكار الضعف الذي يواجهه هذا النوع من المسرح، إلا أن هناك بوادر واضحة لاستعادة مكانته المرموقة ، فالمونودراما تنتمي للمسرح التجريبي، ولذا فالجرأة هو منطلق هذا المسرح، والشباب عموما هم أكثر جرأة وشجاعة.
واليوم نرى نشاطهم في الكتابة والتمثل والإخراج، ولذلك يمكن القول أن الأمل كبير بتألق هذا النوع من المسرح على أياديهم، إن أكثر ما يحتاجه الشباب هو الموهبة والبحث الدائم والدعم المادي لتسهيل تقديم مشاريعهم.
فيما تكمن نقاط ضعفه وقوته ؟
نقاط قوة مسرح المونودراما هي ذاتها نقاط ضعفه، فالمسرح الكلاسيكي باحتوائه على شخصيات متعددة، وحسب حاجة الموضوع يسهل على الكاتب أن يكتب ما يفكر به، وأن يدير أحداث نصه بسهولة، إلا أن التزام الكاتب بنص المونودراما سيشكل عبئا إضافيا عليه، وهذا ما يتطلب منه جهد إضافيا ليقول كل ما يريده وبواسطة شخصية واحدة فقط.
أما ممثل المونولوغ فيتطلب منه موهبة وجهدا مضاعفا أثناء التمرين ليقدم العرض كاملا. فالمونولوجست يؤدي أحداث وشخصيات ومشاعر متنوعة، دون مساعدة من قبل شخصيات أخرى، ويقع نفس العبء على المخرج، فبواسطة ممثل وحيد عليه ملأ خشبة المسرح ليشد جمهوره إيقاعا وحركة وإيصالا لرسالة العرض المسرحي.
إن العرض المونودرامي حقيقة هو اختبار عالي لقدرات كاتب النص والممثل والمخرج.
المرأة برزت في مختلف المجالات الفنية، كيف ترين دورها ؟
إن فرص المرأة لتقديم المونودراما أكثر توفرا كونها تعيش في هذا المجتمع، وتواجه نفس مصاعبه وأماله، يضاف إليه التمييز الذي تواجهه وضيق مساحة الحرية المتوفرة لها، مما يغطي على معاناتها وعدم قدرتها في الواقع على طرح معاناتها، ولذا فتهميشها في مجتمعها أمر عادي وهنا وعلى المسرح ستكون حرة لتخاطب جمهورها بمعاناتها وأمالها.
مونيا بوشلوخ في حوار لـ “الشعب”
الموهبة والجهد المضاعف وخفة الحركة شروط أساسية في المونولوغ
أمال مرابطي
شوهد:1186 مرة