مشاريع ثقافية جديدة تستفيد منهـا أغــلب بلديات غرداية

غرداية: لحرش عبد الرحيم

كد رؤساء مصالح التخطيط والتجهيز والآداب والفنون بمديرية الثقافة “للشعب”، أن ولاية غرداية سجلت عدة مشاريع جديدة، منها مشروع إنجاز دار الثقافة بحي بوهراوة والتي ستكون بمثابة بوابة جديدة للدفع بقطاع الثقافة من جديد، حيث من المقرر أن ينطلق المشروع خلال الأشهر القادمة بعد مدة طويلة، كما ستتدعم الولاية بمتحف متعدد الاختصاصات بحي بوهراوة تم إنجاز نسبة 90 ٪ على أساس أن يكتمل المشروع قريبا.

هذا وأفاد القائمون على قطاع الثقافة بغرداية “للشعب” أن وزارة الثقافة شرعت منذ فترة وجيزة في صيغة جديدة بالنسبة للمرافق، متمثلة في المركبات الثقافية والتي سترى هي الأخرى النور قريبا، حيث استفادت الولاية من 5 مركبات ثقافية جديدة بكل من بلديات ضاية بن ضحوة، متليلي، القرارة، بريان، والمنيعة، على أساس أن يبعث المركب الثقافي بضاية بن ضحوة نشاطه قريبا بعد إتمام عملية الإنجاز.
من جهة أخرى كشف مدير الثقافة لولاية غرداية أنه يتم النظر حاليا في اتفاقيات بموجبها يتم تحويل المراكز الثقافية التابعة للبلديات إلى مديريات الثقافة، كون أن البلدية عاجزة وفقيرة عن تسيير هذه المراكز التي أضحت عبارة عن مرافق لتجمع الأوساخ والغبار، ومن ناحية ثانية سيتم إنشاء مكتبات جوارية طبقا لتعليمات وزارة الثقافة، التي اشترطت أيضا استراتيجية جديدة للدفع بواقع المكتبات، حيث تم برمجة مكتبتين جواريتين بوادي نشو وبلغنم، وبخصوص مشاريع الترميم فقد استفادت الولاية مؤخرا من مشاريع لإعادة الاعتبار للمساجد والقصور والمعالم الأثرية التي ظلت منذ فترة طويلة تتآكل وتتهدم.
هذا وأشار رئيس مصلحة الفنون والآداب أن الولاية احتضنت سابقا عدة أسابيع ثقافية منها الأسبوع الثقافي لولاية تبسة الذي تم تنظيمه بمدينة حاسي القارة، والأسبوع الثقافي لولاية المسيلة الذي ستحتضنه الولاية قريبا، كما يجري التحضير لذكرى مظاهرات 11 ديسمبر بالتنسيق مع عدة مديريات، ورغم كل هذا يفيد مواطنون فإن قطاع الثقافة يشهد تراجعا كبيرا في المرافق، إلى درجة أن مصالح مديرية الثقافة لا تتوفر على مكان لائق بمكانة القطاع.

تراجع دور المراكز الثقافية..
وتطلع لوضع أفضل
وهذه نظرة على وضع الهياكل الثقافية الجوارية وإذا ما كانت تقوم بدورها في الإشعاع الثقافي بالمنطقة.. يقضي شباب ولاية غرداية معظم أوقاتهم في بعض الملاعب الرياضية، في ظل افتقار مدن الولاية على المراكز الثقافية، ما انعكس سلبا على واقع الثقافة بغرداية التي كانت عاصمتها تتغنى بمختلف العادات والطبوع والتراث الثقافي المتنوع تنوع أصالة ساكنيها.
ولعل أهم أسباب تراجع النشاط الثقافي بكل أنواعه، عدم توفر مدن الولاية على مرافق ثقافية، بل أبعد من ذلك عد توفر الولاية على دار ثقافة على غرار بقية ولايات الوطن، وهو ما يأسى له كثير من المواطنين المتتبعين للشأن الثقافي، حيث “تحولت مدينة غرداية خلال العقود الماضية من مكان إشعاع ثقافي، إلى هجرة في جميع مجالات الثقافة”، يقول لنا البعض..
ولعل أهم مثال لذلك هو قاعة سينما ميزاب التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى قاعة للخطابات السياسية والتجمعات، ما حوّلها عن وجهتها الحقيقية ودورها المنوط بها، وأفقدها الطعم الذي أضفته القاعة على المدينة لعقود من الزمن.
ويشير المتتبعون إلى أنه في ظل عودة وتراجع وافتقار الولاية لمرافق ثقافية، تشهد الحركات الجمعوية الثقافية بدورها تراجعا كبيرا، الأمر الذي نجم عنه غياب مختلف التظاهرات المعروفة وطنيا، كعيد الزربية وعيد المهري، وهو ما أثر سلبا على شغف مواطني الولاية بالثقافة المحلية.
وتتواجد بعاصمة الولاية 5 مراكز ثقافية تابعة للبلدية، أغلبها مغلق بسبب افتقارها للتجهيزات، حيث لم يبق فيها سوى طاولات حديدية فارغة، “كون البلدية فقيرة الدخل”، هذا النموذج عكس تماما الصورة التي كانت عليها جوهرة الواحات، إذ يرى مختصون تحدثت إليهم “الشعب” أنه لا يمكن أن تستمر النشاطات في ظل غلق العديد من المراكز الثقافية التي لم ترمم، هذا الأمر كان السبب الأول في توقف العشرات من الجمعيات الثقافية عن مزاولة نشاطاتها.
ومنذ قرابة 5 سنوات لم تشهد المراكز الثقافية المتواجدة بمختلف بلديات غرداية نشاطا نوعيا باستثناء بعض التظاهرات التي نظمت على المستوى الوطني، كما أن الأحداث التي شهدتها مدينة غرداية والتي دامت سنة كاملة، انعكست سلبا على واقع الثقافة ومعالمها، من قصور ومدن، الأمر الذي دفع الناشطين والمختصين في مجال الثقافة إلى الدعوة لإعادة ترتيب البيت الثقافي للمنطقة.
وأفاد ممثلو جمعيات ثقافية لـ«الشعب” بأنه من غير المعقول أن تظل أحياء يفوق تعداد ساكنتها 20.000 ساكن دون مرافق ثقافية، الأمر الذي أدى بهذه الجمعيات إلى مناشدة الوالي الحالي عبد الحكيم شاطر لإعادة النظر في قطاع الثقافة بالولاية.
وسنحاول في هذا التقرير إبراز بعض النماذج لمدن ولاية غرداية، التي تشهد نقائص في المرافق الترفيهية والثقافية.. حيث لا يزال حال بلدية زلفانة الواقعة على بعد 60 كلم من عاصمة الولاية قائما والمتمثل في النقص الكبير للمرافق العمومية الثقافية والترفيهية بعدما كانت مدينة زلفانة قبلة للسواح خاصة في الصائفة الماضية إذ أصبحت وجهة الولاية التي افتقرت لهؤلاء بسبب المشاكل العديدة التي شهدتها الولاية تعاقبت عليها الخرجات الشعبية في عدة مجالات.
وليس ببعيد عن مدينة زلفانة تعيش مدينة ضاية بن ضحوة نفس الحال، إذ لم تشهد مدينة ضاية بن ضحوة أي احتفلات وتظاهرات ثقافية بسبب انعدام دور الثقافة بها.
نفس الحال يطبعه الكثير من الأحياء الكبرى لغرداية التي تشهد تزايدا سكانيا كبيرا بلغ حوالي 140.000 نسمة، لكن في مقابل ذلك لا تتوفر المدينة سوى على 5 مراكز ثقافية تابعة للبلدية، أغلبها مغلق منذ مدة.
وبين كل هذا وذاك يتطلع الغرداويون إلى مشاريع مستقبلية قد تساهم في إعادة واقع الثقافة لما كانت عليه أو أحسن من ذلك، حيث تبقى آمال بعض الجمعيات التي بقيت من أصل أخرى توقفت تنتظر الإفراج عن مشروع دار الثقافة الذي بقي ينتظر الانتعاش.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024