محمد طاهر قرفي (صاحب دار النشر ثالة):

“هناك معايير محددة لتقييم معارض الكتاب وتصنيفها”

حاوره: أسامة إفراح

يشكك صاحب دار “ثالة” للنشر، محمد طاهر قرفي، في الأرقام المقدمة حول عدد زوار صالون الكتاب، بل ويعتبر أن هذه الأرقام، حتى وإن كانت صحيحة، لا تعبر بالضرورة عن عدد القراء والمهتمين.. كما يشير إلى المعايير التي بها نحدد نجاح الصالون وعالميته، داعيا إلى دعم الناشر الجزائري وتمكينه من المشاركة في المعارض الدولية.

“الشعب”: مرحبا بك.. هل يمكن أن تعطينا تقييما موجزا لصالون الكتاب في طبعته لهذه السنة؟
 محمد طاهر قرفي: ليست هذه أول مرة نشارك في التظاهرة، وإذا ما قارنا بالسنوات الماضية نلاحظ تحسنا في التنظيم، وقد كنت أيضا ضمن الفريق الذي ينظم هذه المعارض الوطنية، والشوط الذي بلغناه اليوم مهم، وخطونا خطوات جبارة، وأشكر بهذه المناسبة القائمين على هذه التظاهرة. فيما سبق كانت النقائص تتعلق بتحديد التاريخ، ولكن هذه السنة بالذات نقول إن اختيار التاريخ كان صائبا، لأنه صادف العطلة المدرسية، وعطلا رسمية، ما جعل الإقبال لا بأس به نسبيا.
ولكن هذا لا يعني أن التنظيم كان ناجحا مائة بالمائة ولم تعتره بعض النقائص.. إعلاميا لا ننكر أن الصحافة تطرقت إلى الصالون، ولكن فيما يتعلق بضواحي العاصمة والمناطق المحيطة بها مثل البليدة، بومرداس، تيبازة، فقد كان من المستحسن أن نوصل الرسالة أكثر إلى سكان هذه النواحي خاصة وأننا لا نعيش هذه التظاهرة الثقافية طوال السنة، وهي من الناحية الكيفية تظاهرة دولية، وقد جعلها القائمون عليها من بين المعارض الثلاثة الأهم في العالم، وأنا أشك في هذا، لأن المعرض لا يقاس بعدد الزوار فقط، وإنما هناك معايير دولية متعارف عليها. تمنيت أن تعمم هذه التظاهرة إعلاميا على كل نواحي الجزائر من أقصاها إلى أقصاها ليستفيد الجميع منها دون استثناء.
هنالك من أعاب على المنظمين عدم إشراك دور النشر في تنظيم مثل هذه التظاهرات.. ما رأيك؟
أنا أوافق هذا الرأي، إذ لا يمكن لمؤسسة لوحدها أن تنظم تظاهرة مثل الصالون الدولي للكتاب، وهناك دور نشر، أو حتى أفراد، لهم خبرة في هذا المجال، ولكن أرادت وزارة الثقافة أن تختار مؤسسة وطنية تشرف على الصالون، فليكن ذلك، ولكن نتمنى أن نستشار في المستقبل كناشرين عندهم خبرة وكانوا من منظمي هذه المعارض الدولية سواء في الداخل أو في الخارج.
عادة ما نسمع أرقاما تتعلق بعدد زوار المعارض.. بناءً على تجربتك، كيف يمكن معرفة مثل هذه الأرقام؟
ما هو المعيار الذي يقاس به عدد الزوار.. قد يقول البعض من ذوي الخبرة إن الأرقام “تقريبية”، ولكننا اليوم في عصر الدقة والتكنولوجيا، هناك أفكار عديدة يمكن اللجوء إليها، سواء بتوزيع التذاكر كما كان معمولا به في السابق، أو بوسائل إلكترونية.. ولما تأتي عائلة من 5 أو 6 أفراد، نتساءل: هل كل أفرادها جاؤوا لاقتناء الكتب؟ إذن ليس معيارا الحديث عن مليون وأكثر من الزائرين.
ما هي أهم المعايير التي تسمح بوصف معرض بأنه عالمي؟
هناك مجموعة من المعايير، الأول هو المساحة، الثاني عدد المشاركين، الثالث عدد الزوار، والرابع هو التنظيم في حد ذاته.
وماذا عن نوعية الكتب؟
يمكن اعتباره آخر معيار لأننا عندما نخاطب الناشرين المشاركين نطلب منهم المشاركة بكتب حديثة، وهذا راجع إلى سياسة المنظمين. مثلا في الجزائر نحبذ الكتب العلمية، التقنية والمعدة للجامعيين، هذا هو الاتجاه الذي يمكن أن يكون بالنسبة لهذه الظاهرة. لأن الناشر الجزائري لا يعتني كثيرا بالكتاب العلمي الحديث أو الكتاب الجامعي، خاصة وأن هناك تخصصات تنقص كتبها في الجزائر، لهذا نطلب من الناشرين الأجانب أن يوّفروا هذه المراجع البحثية للطلبة.
الآن وقد انتهى صالون الكتاب، كيف تقّيم حضور الناشر الجزائري في المعارض الدولية؟
هناك تظاهرات دولية على طول السنة، ولكن للأسف نجد الجزائر غائبة عنها، وإذا ما استثنينا المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، التي ارتأت وزارة الثقافة أن تكون الممثل الوحيد للنشر الجزائري، وتمنيت لو أمكن لعدة دور نشر المشاركة في معارض دولية خاصة منها العربية.. والناشر له الحرية في أن يشارك، إلا أن تكلفة حجز الفضاء مرتفعة جدا، وبالتالي لا يمكن للناشر لوحده تحملها، مما دفع الوزارة إلى تدعيم المؤسسة المذكورة وتكليفها بتمثيلها، على أن تكون حاضرة بكل المنتوج الوطني من إصدارات. وهذا شبه حلّ، إلا أنني وددت أن تخصص السلطات العمومية دعما لكل ناشر يريد حضور هذه التظاهرات، باعتباره تصديرا للإنتاج الجزائري، ولدينا من المثقفين والكتاب والناشطين في هذا المجال ما يستحق تصديره والتعريف به.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024