نشاطات متنوعة وتزايد متواصل للزوار

حينما يزدان صالون الكتاب بألوان نوفمبر

أسامة إفراح

تتواصل النشاطات المرافقة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، والتي تطبعها هذه السنة نكهة خاصة كونها تصادف الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر، وسط إقبال جماهيري متزايد أكثر فأكثر.. ومن ضمن هذه التظاهرات
المحاضرة التي ألقاها جمع من المؤرخين حول البدايات الأولى للثورة، والتي أجمعوا فيها على ضرورة أن ننسب هذا الإنجاز التاريخي العظيم لكل مناطق الجزائر دون استثناء.
طرح المؤرخون الذين نشطوا المحاضرة الأولى سؤالا غاية في الأهمية: “لماذا الفاتح من نوفمبر؟”، وشارك فيها كل من محمد القورصو، عمر كارليي، الصادق بن قادة، وناسة سياريتنغور، وترأس الجلسة فؤاد سوفي.
تطرق بن قادة في مداخلته إلى الاعتقاد السائد بأن الثورة التحريرية لم تدر رحاها بمنطقة الغرب الوهراني، بنفس الحدّة التي عرفتها مناطق أخرى من البلاد، وهو اعتقاد خاطئ بطبيعة الحال، ذاكرا وقائع وأسماء تشهد على ذلك. وقد وجب ذكر الأسماء والأشخاص، يقول فؤاد سوفي، لأن الحدث ليس نظريا فقط بل هو إنساني قام به رجال ونساء كثير منهم بقي مجهولا أو مغمورا.
اعتمدت وناسة سياريتنغور على عاملين رأت فيهما بالغ التأثير في مسار التاريخ المعاصر للجزائر واندلاع الثورة التحريرية، العامل الأول هو الحرب العالمية الثانية، وما رافقها من سيرورة تسييس للأفراد، أما العامل الثاني فهو تأسيس أحباب الحرية والبيان، وهذا رغم أن فكرة الاستقلال لم تكن فكرة جديدة خاصة وأن حزب نجم شمال أفريقيا كان قد رفعها قبلا، إلا أن انتشار فكرة حق الشعوب في تقرير المصير بعد الحرب العالمية الثانية نشر أكثر هذه الأفكار.
وتذكر الباحثة ظهور الكثير من حركات التمرد في خنشلة، باتنة وبسكرة، هذه الأخيرة وجد بها على سبيل المثال كتابات جدارية تم تبليغ السلطات الفرنسية عنها، مثلا: “إخواننا المسلمين حضروا أنفسكم”، وجاء السؤال “لأي شيء؟” فأجبت كتابة أخرى “للقيام بالثورة”.
وتطرقت المؤرخة إلى أولى النساء اللائي سقطن برشاشات مظليي العدو، بعد أن رفضن إحراق منازلهن بأيديهن، وكشفت عن أسماء الشهيدات لأول مرة وهن اللائي بقين مجهولات الهوية إلى يومنا هذا: منصورة بوستة، جمعة بوستة، فاطمة جغروري، فاطمة برحاي.
أما بخصوص تدوين تاريخ الثورة التحريرية، فقد أكد فؤاد سوفي على دور الإعلام من خلال تسجيل شهادات الفاعلين في تلك المرحلة. ولكنه لم ينف تضاربا ممكنا بين ذاكرة هؤلاء الفاعلين والوثائق التي تؤرخ للوقائع، وهذا الأمر طبيعي لأن الذاكرة الإنسانية معرضة للخطأ والنسيان.
كما أجمع المداخلون على ضرورة التوقف عن نسب الثورة التحريرية وتضحياتها إلى منطقة على حساب أخرى، لأنها ببساطة ثورة كل الجزائريين، وليس هذا الأمر “ما سيصنع الذاكرة الجماعية وما سيكتب تاريخ الثورة”، يقول سوفي.
وعن سؤال حول مدى اهتمام الشباب بالتاريخ، أجابت وناسة سياريتنغور إن الإقبال كبير، ولكن بعض الجمعيات تعمل أحيانا على تحويل النقاش حول التاريخ من عمل جامع موحد إلى مفرّق ومشرذم. أما عمر كارليي فتطرق من جهته إلى اهتمام الشباب الفرنسي من أصول جزائرية لتاريخ ثورة بلادهم الأم الجزائر.
إلا أن محمد القورصو عارض رؤية زميليه، ورأى بأن الاهتمام الشبابي بتاريخ بلده غير كاف، وأعطى أمثلة من الواقع من قلب الجامعة الجزائرية. وتحدث القورصو عن “قطيعة بين الشباب وتاريخهم”، وأنه لا يجب تغطية الغابة بشجرة. وتساءل القورصو عن السبب وراء هذه “القطيعة”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024