قدّم عدد من المثقفين والأساتذة المولعين بالمعرض الدولي للكتاب بولاية بومرداس، جملة من المقترحات فيما يخصّ فعاليات المعرض الدولي للكتاب في طبعته الجديدة لهذه السنة، حملت أحيانا بعض النقد للجهات المنظمة التي تعمد كل سنة إلى تجاهل الطبقة المثقفة والأكاديمية بالخصوص، وعدم إشراكها أو على الأقل تبادل الاستشارات فيما يخص حاجيات الباحثين والطلبة الجزائريين في شتى التخصصات العلمية التي يحتاجونها طيلة مسارهم الجامعي لإعداد أطروحات التخرج. هذا ما أكّده الأساتذة لـ “الشعب” بعين المكان.
طالب أستاذ الحضارة والأدب الانجليزي بقسم اللغات والآداب الأجنبية لجامعة بومرداس “رزيق محند أكلي” لدى تقييمه للصالون الدولي للكتاب، بضرورة إشراك الأساتذة الجامعيين والباحثين في إثراء هذه التظاهرة الدولية ورفع مستوى النقاش في معالجة إشكالية النشر، الطبع والقراءة بالجزائر، تشريح المشاكل الآنية التي يعاني منها الكتاب باعتباره المصدر الوحيد لضمان وحماية الذاكرة الوطنية، طرح عقبات البحث العلمي وكيفية استرجاع الأرشيف الجزائري من فرنسا لمساعدة الباحثين في إنجاز دراستهم الميدانية وبحوثهم التاريخية بالجامعة الجزائرية.
كما قدمّ الأستاذ انتقادات تقنية وما يحمله المعرض كل سنة من مضمون وعناوين أحيانا لا تفيد القارئ والطالب الجزائري وليس لها قابلية للاقتناء من طرف القراء، “لا حظنا عدم التوازن من حيث كمية الكتب والعناوين المعروضة والتخصصات العلمية، فمثلا وجود كميات كبيرة لبعض العناوين الثانوية في حين يتم عرض كمية قليلة جدا بالنسبة للكتب التي تهم الباحث والطالب الجزائري وبأسعار تتعدى 6000 دينار جزائري..”.
كما نوّه الباحث بقرار الجزائر الشجاع بمنع الكتاب التحريضي من التداول في المعرض حفاظا على منظومة القيم الدينية والثقافية للمجتمع الجزائري وحمايتها من التفكك، بالإضافة إلى هذا اقترح الأستاذ أهمية إنشاء هيئة متخصصة في كتاب الأدب الانجليزي والأمريكي للمساعدة على فهم الآخر، وعدم النظر إلى هذا المنتوج من منظور إيديولوجي بل لقيمة من يحمله من إبداع وتصورات لمختلف الإشكالات الأدبية والعلمية المطروحة.
الأستاذة ليندة شويتن..
نقترح اتفاق تعاون
بين الجامعة ودور النشر
اقترحت أستاذة اللغة الانجليزية بجامعة بومرداس السيدة ليندة شويتن، استغلال مناسبة المعرض الدولي للكتاب لإبرام اتفاقية تعاون بين الجامعة الجزائرية وعدد من دور النشر الوطنية والأجنبية المحترفة، لتزويد المكتبة الجامعية بإصدارات ومراجع علمية وأدبية في مستوى تطلعات الطالب، وبأسعار معقولة لتجاوز العجز الحالي، خاصة في مجال النقد الأدبي ونظريات الأدب، كما ستساعد هذه الاتفاقية التي نتطلع إليها تقول الأستاذة لمساعدة جامعة بومرداس وقسم اللغات والآداب الأجنبية بالخصوص في طبع ونشر البحوث والأطروحات التي يقدمها الطلبة الباحثين، وكذا مجمل المحاضرات والتدخلات التي يلقيها الأساتذة خلال الملتقيات التي ينظمها القسم، ومنها مشروع المجلة الجامعية التي نحن بصدد التفكير بإصدارها.
ولدى تقييمها لأهمية التظاهرة وكيف تنظر إليها كمثقفة، أكدت الأستاذة شويتن بالقول “إن معرض الكتاب الدولي مناسبة مهمة وتقليد اعتاد عليه القارئ الجزائري كل سنة، وعليه فنحن سعداء بوجود هذا الفضاء الثقافي السنوي وحبذا لو يتم توسيعه إلى باقي ولايات الوطن أو على الأقل تنظيم معارض جهوية من أجل تقريب القارئ من الكتاب وربطه بعالم الفكر والإبداع، خاصة بالنسبة للمواطنين المتواجدين بالمناطق الداخلية الذين يصعب عليهم أحيانا التنقل إلى العاصمة لحضور فعاليات معرض الكتاب، كما نتمنى أيضا أن تحمل الطبعة الجديدة لهذه السنة إصدارات ثرية ومتنوعة في شتى التخصصات وبأسعار تكون في متناول الجميع من أجل توسيع ثقافة اقتناء الكتاب وتوسيع نسبة المقروئية التي تشهد تراجعا كبيرا على حد قولها..