يزيد فليسي لـ”الشعب”:

لجنة مختصة تتكفل بتسويق المنتجات الفنية ضرورية

بومرداس: ز/ كمال

انتقد الفنان التشكيلي يزيد فليسي، حالة الفوضى والتشرذم الذي تعيشه عائلة الفنانين التشكيليين بولاية بومرداس، بسبب غياب إطار جامع ينظم نشاطهم ويرفع انشغالاتهم اليومية، بما فيها إشكالية تسويق المنتوج وما يقدم من إبداعات فنية ظلت بعيدة عن أعين النقاد وحتى هواة الفن التشكيلي، في وقت تخلت عنهم كل الهيئات المحسوبة على القطاع الثقافي. تأكدنا خلال جلوسنا إلى الفنان التشكيلي يزيد فليسي الذي يدير ورشة لتلقين أبجديات هذا الفن للهواة بدار الثقافة رشيد ميموني، أن الوضعية الحالية التي يعاني منها التشكيليون على مستوى ولاية بومرداس مشاكل أعمق من إيجاد طريقة لعرض المنتوج الفني وتسويقه إن وجدت وسيلة لذلك، فهم يعيشون اليوم بنزعة فردية يغيب فيها التقارب والتواصل، من أجل تقاسم الهموم والانشغالات، فلا جمعية محلية ولا منتدى تجتمع فيه أسرة الفن التشكيلي مثلما هو موجود في العاصمة.. “نعيش اليوم بما تجود عليه بعض المشاركات القليلة عبر الأسابيع الثقافية لولاية بومرداس في الولايات الأخرى، أما الحديث عن طريقة تسويق اللوحات الفنية فذلك غير مطروح تماما بسبب غياب قناة لذلك أو فضاءات وأروقة تساعد الفنان التشكيلي في عرض إبداعاته للجمهور العريض وبالتالي خلق فرصة للبيع قد تساهم في تحسين مردوده وتغطية تكاليف المواد الأولية ومنه ضمان مصدر رزق للفنان المحترف يقول التشكيلي يزيد فليسي..”.
وعن طبيعة النشاط الفني للفنانين التشكيليين بولاية بومرداس وطرق عرض المنتجات الفنية على الجمهور وأسباب تعقد وضعية التسويق وانعدامها، كشف التشكيلي يزيد فليسي بالقول”أن ما نعيشه اليوم بولاية بومرداس هو غياب فضاءات العرض بالمقاييس الثقافية الاحترافية، فما عدا دار الثقافة وعدد من المراكز الثقافية وأحيانا الساحات العمومية وبصفة اقل الشواطئ خلال موسم الاصطياف، لا توجد هناك أرقة فنية متخصصة تتعامل مع موزعين لتسويق اللوحات الفنية وحتى مختصين في النقد وعملية التقييم المادي للوحات من حيث الأسعار وكلها صعوبات يعاني منها الفنان، وهذا في الحقيقة لا يقتصر على ولاية بومرداس فقط، إنما هي إشكالية وطنية يتخبط فيها التشكيليون بصفة عامة، لكنها وضعية أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، كما تساءل بالقول..أين هو دور الجمعيات والهيئات التي تتحدث باسم الفنان التشكيلي، أين هو دور وزارة الثقافة في تقديم تصورات ملموسة لمساعدة الفنانين التشكيليين بالخصوص المحترفين منهم في نقل إبداعاتهم إلى العالم خاصة وأن طرق عرض المنتجات متوفرة وبعدة قنوات..؟.
وعن المقترحات التي يراها الفنان ملائمة للخروج من هذه الوضعية السلبية ورفع صوت الفنانين التشكيليين بولاية بومرداس وتجاوز مشكلة التسويق، يقول الفنان فليسي “نحن ننتظر بشغف دخول القانون الأساسي للفنان حيز التطبيق كمكسب مهم للفنان، بهدف تنظيم نشاطه وتأطيره مهنيا واجتماعيا بما في ذلك تحديد حقوقه، وأهم من ذلك غربلة الساحة الفنية الجزائرية من كل الدخلاء الذين يعيشون عالة على ظهر الفنانين الجزائريين وهذا ليس فقط في مجال الفن التشكيلي بل في كل القطاع الفني والثقافي، عندها سيكون بإمكان كل مشتغل في الحقل الفني أن يحدد إطار نشاطه وطبيعة حقوقه وواجباته في سبيل خدمة الثقافة الوطنية باحترافية، ومن ثم يمكن الحديث عن الحلول الممكنة لهذه الوضعية الصعبة وتقديم جملة من الاقتراحات أبسطها خلق لجنة مستقلة لتقييم الأعمال الفنية وتسويقها سواء عن طريق الأروقة المتخصصة، أو بمساعدة الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة الذي بإمكانه التكفل أيضا بالفنانين التشكيليين على غرار باقي الأنشطة الفنية الأخرى كالعروض الموسيقية مثلا والسينمائية بالتنسيق مع مؤسسات العرض، دون أن ننسى دور المتاحف الجهوية أيضا إن وجدت في مساعدة الفنانين التشكيلين بشراء جزء من إنتاجهم وتعويضه بمداخيل الزوار وغيرها من المقترحات الموضوعية التي بإمكانها المساهمة في تحسين الوضعية المهنية والاجتماعية للفنانين التشكيليين بشرط توفر الإرادة الحسنة لذلك على حد قوله..”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024