كشف الأستاذ مخلوف بوكروح المختص في المسرح وصاحب العديد من الأبحاث في هذا المجال بجامعة الجزائر 3 عن تراجع كبير في أداء وإنتاج المسرح الإذاعي بسبب التحولات التي تعرفها مختلف المجالات وخاصة تكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا هيمنة السمعي البصري وتعويد الجمهور على نمط معين من البرامج الذي يعتمد كثيرا على الصورة أو اللقطات.
وأوضح المتحدث في حديث لـ “الشعب” أن هذه التحولات لا تمنع من بعث محاولات لرد الاعتبار للدراما الإذاعية أو المسرح الإذاعي من خلال استغلال جمهور المستمعين الذي يزداد كل يوم بعد فتح إذاعات محلية على مستوى 48 ولاية .
وقال في سياق متصل “ لا ينكر أحد تأثير السمعي البصري إلا أن خصوصية الإذاعة من خلال قدرتها على تنشيط الخيال عامل مهم جدا فبث مسرحية في الأثير تجعل المستمع يحاول استذكار المشاهد وهو ما يجعله منتبها أكثر من مشاهدة التلفزيون أو حتى الحضور بالمسرح وهنا تكمن خصوصية المسرح الإذاعي” .كما لا يخفى بأن علاقة المسرح بالاذاعة تعود لسنوات طويلة تقارب القرن من الزمن وبالتالي فكل العوامل متوفرة لتكثيف الإنتاج الدرامي أو المسرحي في الإذاعة.
وأشار الأستاذ مخلوف بوكروح إلى ضرورة تشجيع الإذاعات المحلية على تكثيف الإنتاج الدرامي وايلاء أهمية كبرى للتظاهرات المسرحية “وهذا من خلال تغطية وتسجيل جميع النشاطات وتسطير برنامج منتظم لتلبية رغبات الجمهور على مدار السنة” مؤكدا بأن التنوع الثقافي في الجزائر سيسمح للإذاعات المحلية بالتطرق لمختلف القضايا الاجتماعية واستغلالها في مواضيع تكون مسرحيات إذاعية من أجل معالجة السلبيات والحفاظ على الموروث الثقافي وتنوعه.
واعتبر بوكروح بالمقابل دور وسائل مهما في تطوير المسرح الإذاعي من خلال فتح المجال لمختلف المبدعين والمثقفين للترويج والتعريف بإبداعاتهم الفكرية التي قد تبلور في مسرحيات وبالتالي فالكل مترابط من أجل إنعاش وخدمة الثقافة وبالتالي التأثير على الرأي العام وجلب مستمعين جدد.
ودعا في ختام حديثه إلى ضرورة التنبيه بتراجع المسرح الإذاعي الذي من شأنه أن يجعل الكثير من القيم والجمهور تعزف عن الاستماع للإذاعات، لأن انتشار السيارات يكون قد ساهم في إعادة الكثير من الجمهور للإذاعة التي يجب أن تستثمر في هذا الجانب.
وثمن نفس المصدر كثرة التظاهرات الثقافية وخاصة منها المسرحية المنظمة عبر مختلف ربوع الوطن التي قد تكون مادة دسمة لتغذية المسرح الاذاعي.
