التحق بالاذاعة الوطنية و سنه لا يتعدى الـ 9 سنوات، أي عام 1968، فكان الطريق السليم للدخول إلى قلوب المستمعين الذين عشقوا صوت المنشط الإذاعي جلال شندالي أو ابن الإذاعة كما يحلو أن يسمي نفسه، فالحيوية المفرطة التي يتميز بها والروح المرحة التي ميزت طابعه جعلت منه معشوق المستمعين بلا منازع.
يحظى “جلال” باحترام الكل لبساطته وروحه المرحة الممزوجة بالجدية والعزم، بكل تلقائية تحدث لـ«الشعب” عن عشقه للميكروفون وارتباطه بأعمال إذاعية تبقى تشكل مسيرته الفنية عبر الأثير، تمكن منذ سنواته الأولى في الإذاعة “القناة الأولى” من حل معادلة التفاعلية وتغيير لغة مخاطبة جمهوره، احتك بعمالقة الإذاعة والرعيل الأول الذين ساهموا في إرساء القواعد والنماذج، أمثال عبد الرزاق جبالي المقراني السيدة نوال السيدة سامية، صقل موهبته بالعمل إلى جانب هؤلاء والتشبع بخبرتهم وتجربتهم الطويلة ضمن الإذاعة.
وعن المسرح الإذاعي ـ يقول جلال ـ “إن المسرح الإذاعي لا يحظى باهتمام كبير مقارنة بالفنون التلفزيونية والسينمائية، حيث إن هناك فصل بين أقسام الدراما في المعاهد والجامعات دون الأخذ بعين الاعتبار القواسم المشتركة التي تجمع بين مختلف الأنواع. إذ بالرغم من تباين الوسائط، إلا أنها تشترك في العناصر الأساسية التي تقوم عليها الدراما على اختلاف أنواعها، ذلك أن إدراك هذه المسألة من شأنها أن تسهم في تطوير الخطاب النقدي في مجال الدراما، واعتبر محدثنا أن المسرح الإذاعي يعتبر من الفنون التي كادت أن تفقد بريقها في السنوات الماضية، نظرا للتطور الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام على اختلاف أنماطها لندرك في الأخير الخصوصية التي يتميز بها هذا النوع الفني “الدقيق” باعتبار أن الموسيقى والمؤثرات الصوتية تلعبان دورا هاما في إحداث الأثر المطلوب. إذ يمكن توظيفها كمقدمة في شكل لحن مميز أو لخلق الجو العام للأحداث والتعبير عن المحسوسات عن طريق استخدام بعض الآلات الموسيقية التي يمكنها أن تحاكي صورا من الطبيعة، وتلعب الموسيقى دورا هاما في تصوير الحالة النفسية للشخصيات. أما المؤثرات الصوتية فهي من العناصر المكملة للتمثيلة وتلعب دورا هاما في الإيحاء للمستمع بالمكان والزمان. كما تعتبر هذه الأساسيات من بين العناصر الهامة لتكملة العمل الإذاعي وإيصال الرسالة المطلوبة إلى المستمعين.
من جهة أخرى تحدث جلال شندالي عن العاصفة التي طالت ممثلي الإذاعة مؤخرا من خلال توزيع مصلحة الاتصال والعلاقات العامة على مستوى الإذاعة الوطنية لـ«بطاقة رغبة” لتحويلهم إلى مناصب مختلفة، بدا أن الهدف منها تقييد الممثلين وإجبارهم على العمل داخل مبنى الإذاعة الوطنية بعد توجه معظم ممثلي المسرح إلى القنوات الجزائرية الخاصة، حيث اتضح أن الهدف من ذلك
هي تقييد الممثلين بمناصب إدارية للحد من عملهم في القنوات الخاصة وخطوة نحو غلق المسرح الإذاعي وهو الأمر الذي رفضه الجميع، ولكن الآن الأمور تسير بطريقة عادية والمسرح الإذاعي لا يزال يعمل.
وفي سياق آخر يفتخر جلال بما آل إليه مستوى الأداء في الإذاعة الجزائرية وبالطاقم الصحفي الشاب الذي أعطى للبرامج روحا ونفسا جديدين وبالمسيرين الشباب الذين استطاعوا بث طاقات مثمرة أتت بنتائج تحسب لقطاع الإعلام عموما وللإذاعة الجزائرية على وجه الخصوص، ودعا جلال إلى ضرورة فتح مجال أوسع لكل الطاقات الشابة لإبراز امكانياتهم خدمة للمستمع.
وفي الأخير، دعا جلال شندالي إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، هذا النوع الفني باعتبار أن المستمع الجزائري لا يزال يعشق الجلوس أمام المذياع، خاصة في الفترات الليلية أين يخيم الهدوء على الطابع العام وهذا في حد ذاته يعتبر الامتلاك الذاتي للروح الابداعية والسمو بالنفس إلى أعلى درجات الهدوء والاسترخاء.
يتقن لغة مخاطبة الجمهور عبر الأثير جلال شنــدالي:
المستمع الجزائري لا يزال يعشق الجلـوس أمام المذياع ليلا
هدى حوحو
شوهد:3108 مرة