طالب الأستاذ الجامعي محمد مختار نعمان ، من الجهات الفاعلة و الناشطة في مجال النشر و التأليف ، بضرورة تعميم وتطوير التواصل الإلكتروني بين المؤلف والناشر ووزارة الثقافة في الوقت الحالي ، خاصة بعد الوضع الذي شهده العالم بسبب جائحة كورونا ، الأمر الذي أصبح الآن يمثل ضرورة ملحة حسب وصفه من أجل التذكير بالجهود الفكرية ، معتبرا ذلك بأنه فرصة للمؤلفين ليعكفوا على الإبداع والنقد وإتمام الناقص وشرح المستغلق واختصار المطول وجمع المتفرق وترتيب المختلط.
أكد محمد مختار نعمان المختص في مجال تحقيق المخطوطات بالمركز الجامعي الحاج موسى أخاموك بعاصمة الأهقار «للشعب» ، أن هذه الخطوة أصبحت ضرورة ملحة بالرغم من أن إجراءات النشر أخذت البعد الإلكتروني منذ سنوات في الجزائر، حيث إن أغلب المؤلفين يتواصلون مع الناشرين بتقنيات الاتصال الحديثة ، مؤكدا بأن حدوث خسارة في هذا الوضع الصحي يمكن أن تطرأ ، و تتسبب في تأخر المؤسسات الرسمية في توثيق الإنتاجات الفكرية وتسجيلها ، مما قد ينعكس على المؤلف بانتظاره وصول جهده إلى القارئ، وعلى الناشر في تسيير الشؤون المالية.
في هذا السياق، ومن أجل ضمان سير العملية بشكل جيد بما يخدم النشر و التأليف، دعا المتحدث إلى ضرورة معرفة المجتمع ، وما يصلح له في بيئته وعبر تاريخه. مؤكدا في هذا الشأن بأننا في حاجة شديدة إلى إعادة النظر في كثير من نُظمنا ومنها جانب التأليف والنشر والقراءة؛ والنشر الإلكتروني واحد من ذلك يحتاج إلى نظر جدواه مادياً ومعرفياً وشكلياً. الأمر الذي جعله يطرح السؤال هنا: هل نحن نقرأ؟ وهل نصبر حتى نُتم القراءة؟ هذا عن الكتاب المطبوع فكيف بالمنشورات الإلكترونية. ليعود و يؤكد أن النشر الإلكتروني ليكون فعالاً يحتاج إلى تنشئة وثقافة اجتماعية وتوجيه وتنظيم رسميين ووقت لابد منه لقادم الأيام.
و عن مدى تأثر الصالون الدولي للكتاب عن مخلفات الأزمة التي طالت جميع الميادين بمختلف تخصصاتها خلال طبعته القادمة ، أكد محمد مختار نعمان بأن الأزمة ستلقي بظلالها على فعاليات أحد أكبر التظاهرات الثقافية ، بسبب التأخر في تسجيل أعمال المفكرين والأدباء والعلماء في دول العالم كله التي تصارع الوباء مما يؤثر على جانب التجديد في الصالون الدولي للكتاب المرتقب بعد أشهر قليلة. هذا إضافة إلى الجوانب التنظيمة في هذا الظرف الصحي، والنفسية والمادية للجمهور في بلادنا.