مدير دار «فيسيرا»

واقـــع النشر يـات معضلــة كبـيرة

هدى بوعطيح

أكد مدير دار «فيسيرا» للنشر والتوزيع الشاعر توفيق ومان، أن النشر في الجزائر في وضع كارثي منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن العديد من دور النشر وصلت إلى الهاوية، على غرار «دار فيسيرا»، وذلك نظرا لعدم توفر الدعم وعدم الإقبال على شراء الكتب من جهة، ومن جهة أخرى غياب المكتبات والتي تعد على أصابع اليد الواحدة.

يرى الشاعر توفيق ومان في حديث مع «الشعب» بأن الصالون الدولي للكتاب لوحده لا يمكنه تغطية تكاليف النشر، وبأن واقع النشر في الجزائر اليوم بات معضلة كبيرة، وهو ما يتطلب ـ حسبه ـ دراسة معمقة من طرف مختصين بالتنسيق مع القطاع الثقافي، قائلا «يد واحدة لا تصفق، والناشر له مورده وطباعة الورق مكلفة، كما أن الكاتب لا يستطيع أن يطبع كتابا على حسابه الخاص».كما أكد توفيق ومان أن الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا، زاد الوضع تعقيدا على مكان عليه من قبل، خصوصا ـ يقول ـ وأن جميع الكتاب والناشرين كانوا يعملون في هذا التوقيت بالذات على التحضير للصالون الدولي للكتاب، غير أنه في الوقت الراهن لا توجد دار نشر جزائرية تعمل على طبع كتب، وبالتالي لا وجود لعنوان جديد إلا القليل منها، مشيرا إلى أن هذا الواقع لا يترجم الإنتاج الثقافي الجزائري، وبأن هناك فرق شاسع بين الانتاج وبين ما يطبع ويجسد حاليا على أرض الواقع كمنشورات.     ويرى مدير دار «فيسيرا» للنشر والتوزيع بأن جائحة كوفيدـ19 سيكون لها تأثير كبير على الصالون الدولي للكتاب، سواء في الجزائر أو في مختلف الدول العربية والأوروبية.. وفي سؤال حول الحلول التي يراها مناسبة لتدارك هذا الوضع، أشار ومان إلى أن الدولة الجزائرية لها دور كبير للخروج بقطاع النشر من أزمته من خلال دعم الناشرين الحقيقيين المتواجدين على الساحة الثقافية، بمجموعة من الإصدارات التي تمكنهم من مواصلة تواجدهم في الميدان، قائلا بأن الكتاب يساهم في صنع هوية وثقافة الدول.

دعم دور النشر الفاعلة في الميدان

الشاعر توفيق ومان وعكس ما يراه البعض بأن القطاع الثقافي على غرار صناعة الكتاب والنشر والتوزيع سيتغير ما بعد «كورونا»، قال بأنه لا يجب تغطية الشمس بالغربال، على اعتبار أن الواقع كارثي، مشيرا إلى أن الإنتاج الثقافي في الجزائر متوفر غير أنه يبقى حبيس الأدراج، فصناعة الكتاب ـ حسب المتحدث ـ غير متاح لأي كان، إلا القليل منهم.
وطالب الناشر ومان بضرورة حصر دور النشر الفاعلة على مستوى الساحة الثقافية، والتي تعمل على تقديم إنتاج ثقافي حقيقي ذو قيمة إبداعية، ودعمها من قبل وزارة الثقافة الجزائرية للنهوض أكثر بقطاع النشر في الجزائر، كما أكد الشاعر على ضرورة فتح باب الحوار بين الكتاب والناشرين وبين قطاع الثقافة، مبرزا بأن التواصل فيما بينها يكاد ينعدم، وهو ما حصل له، في محاولة منه للحديث مع المسؤول الأول على قطاع الثقافة عن الواقع الذي آلت إليه الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي والتي كانت لها مكانتها في العالم العربي، قائلا بأنهم لم نجد أذانا صاغية.

النشر الإبداعي الالكتروني.. البديل؟

وعن النشر الالكتروني أكد توفيق ومان بأن النشر الإبداعي الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو البديل في الوقت الراهن، من خلال نشر قصائد أو مقطع روائي أو نص مسرحي أو نشاط ثقافي، وهو ما سيساهم ـ حسبه ـ في مواصلة نشر إبداعاتهم والتواصل مع قرائهم، قائلا بأن هناك فرق بين النشر الإبداعي الالكتروني والنشر الالكتروني، حيث أن الجزائر غير متطورة نوعا ما في هذا المجال وإن وجدت فهي محاولات محتشمة، عكس ما تشهده بعض الدول العربية على غرار ليبيا والسعودية..
وتمنى الشاعر توفيق ومان في ختام حديثه بأن يكون هناك نظام ثقافي حقيقي لمساعدة المبدعين، مشيرا إلى أن المبدع بمفرده كفاحه محدود، ولهذا لابد  من دعم المثقف الحقيقي الذي يعمل على تقديم خدمة ثقافية عمومية واجتماعية لصالح هذا المجتمع، وقال: «نتمنى أن تكون هناك طفرة ثقافية حقيقية في الجزائر بحسب الوعود التي صرح بها المسؤولين على هذا القطاع».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024