مدير دار» الوطن اليوم»:

تفعيل التسويق عن بعد لدعم صناعة الكتاب

إيمان كافي

اعتبر الكاتب كمال قرور مدير دار الوطن اليوم للنشر والتوزيع في حديث خص به «الشعب» أن ظهور وباء كورونا كان خطرا على جميع الصناعات والمهن، ومنها النشر بسبب الخسائر المادية والمصاريف التي وجب على المؤسسات الالتزام بها دون تحقيق مداخيل في ظرف فرض عليها تجميد نشاطها مؤقتا  إلا أن حظ دور النشر الصغيرة كما أوضح كان عاثرا وهي التي دخلت عالم النشر برهانات وأحلام عالية السقف..

أشار كمار قرور أن  الوضع الحالي قد تجرأ عنه شلل في الحركة وقلة في نشاط التوريد وجمد التوزيع بسبب غلق المكتبات وتوقف البريد عن إرسال الطرود»، مشيرا أنه «كان يمكن الإبقاء ولو على منفذ وحيد لتسويق الكتاب»، لأن الحجر المنزلي ظرف  مناسب جدا للقراءة واستهلاك الكتاب ولكن، لاشيء من هذا القبيل حدث، نظرا للشلل الذي أصاب شبكة  صناعة الكتاب،  وأن استئناف هذا النشاط من المتوقع أن يكون صعبا خاصة بالنسبة لدور النشر الصغيرة الناشئة تحديدا.
قال كمال قرور بخصوص أثر ذلك على الصالون الدولي للكتاب أن النتائج ستكون في كل الحالات وخيمة ليس على الصالون الدولي للكتاب فقط، إنما على النشر بصفة عامة معتبرا أن هناك كتب عرضت العام الماضي ولم تنل حظها بعد، إذ أن بعضها في المخازن وما وزع لم يتم تحصيل مستحقاته وبعد العودة سيصعب التحصيل أيضا وهذا سيدخل دور النشر في دوامة.
وعن الحلول الممكنة لتدارك هذه الخسائر أوضح محدثنا أن الحل الوحيد الذي بقي محتملا هو أن تشتري وبإيعاز من الوصاية «مؤسسات  ثقافية وعلمية ومؤسسات الشباب ومكتبات المطالعة العمومية» لإنقاذ موسم الكتاب ومن أجل تخفيف العبء عن الناشرين.
ورغم أن توقعات كثيرة أشارت إلى أن هذه الأزمة قد تدعو إلى التفكير جديا في الانتقال إلى النشر الإلكتروني إلا أن مدير دار الأوطان فنّد هذه الفرضية مؤكدا على أن إنقاذ صناعة الكتاب لن يكون باللجوء إلى النشر الالكتروني، لأن مردود هذا الأخير ضعيف حاليا -حسبما ذكر- كما أن هذا النشر عادة ما يكون موازيا للنشر الورقي الكلاسيكي.
وأشار في سياق حديثه إلى أن الحل الحقيقي يكمن في التسويق عن بعد وتوصيل الكتاب إلى القارئ بسعر معقول وهو ما يحتاج إلى عدة تسهيلات من الدولة أهمها أن يتم الإسراع في تفعيل الدفع الالكتروني وتحيين قانون البريد والمواصلات ومنح الكتب والدوريات فرصة ذهبية لتصل إلى مستهلكيها بسعر معقول كما يجب على النقل السريع للبريد والمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار أن يتفهما الدور الثقافي والحضاري لهذه التجارة النبيلة وينخرطا في توصيل الكتب والمادة الثقافية بأسعار معقولة ومدروسة لأن الفائدة ستعكس لاحقا على المجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024