ودعنا وإلى الأبد الفنان العالمي ايدير الذي كسب قلوب الملايين بمسيرته المميّزة، حيث قدم الكثير للأغنية الجزائرية بطابع جذاب ألهم جمهوره الواسع الذي رافق «نجاحات» صاحب روائع عديدة تبقى خالدة وتتداولها الأجيال بالنظر لجودتها ومستواها العالي.
إيدير وصل النجومية في سن مبكرة بفضل اختياره أسلوبا مميزا في أغانيه، مزج فيه بين التراث القديم والموسيقى العصرية، أعطى «منتوجا» استقبله الجمهور بشغف كبير من كل الفئات العمرية.. بالنظر للإيقاع الهادئ والعذب.
عرفت أغنية «أفافا اينوفا» شهرة عالمية من خلال ترجمتها لعدة لغات، بالنظر للحنها الراقي والكلمات التي تحملها.. كما أن الأداء بصوت ايدير زادها جمالا.. ورغم مرور سنوات طويلة عن بروزها على الساحة الفنية، تبقى في الواجهة وتجلب كل من سمع اللحن المميّز.. وازدادت شهرة الفنان ايدير بأغانٍ أخرى لقيت نجاحا كبيرا على غرار «زويت رويتس»، «أسندو».. كلها رافقت عدة أجيال يتذوقون الفن والإبداع.
الشيء الذي ميّز المرحوم، تركيز البحث في الموسيقى وتجنب «نشر الألبومات» بسرعة كبيرة دون التمعن بشكل جدي ودقيق في المنتوج و»البناء» الموسيقي في أدق تفاصيله.. هذه الصرامة والدقة جعلته يبقى من بين «الأسماء الرائدة» في الفن الأمازيغي الجزائري لسنوات طويلة.. ويكون «خبر إعداد ألبوم» جديد لإيدير بمثابة الحدث في كل مرة...
وكان صاحب «الأغنية الهادئة» يعزف على القيثارة عند تأدية أغانيه، الأمر الذي يعلي مكانته عند محبيه واعتباره فنانا كبيرا يتجاوب مع جمهوره في الحفلات التي كان ينشطها رفقة فرقته التي تتكون من عدد كبير من الموسيقيين.. كونه كان حريصا على «العمل المتقن».
هذا الإتقان جلب له الكثير من الإعجاب والتشجيع من الجمهور وكذا الفنانين.. هؤلاء الذين «تشرفوا» في عدة مناسبات بتسجيل أغان ثنائية (ديو).. وكانت تجربة أخرى فريدة من نوعها في مسيرة الفنان ايدير، حيث غنى مع خالد ومامي...
رحل إيدير وترك الكثير للثقافة الجزائرية روائع تبقى خالدة.