الروائية وئام بهياني:

الكتابة قد تحمل توقعات للخروج من الأزمة

علي ملياني

أكدت الروائية وئام بهياني،صاحبة مؤلف « حراڨة نحو الجزائر « لسنة 2019 ، في نظرتها التفاؤلية  لما يعيشه أقرانها في هذه الجائحة الوبائية  « أنه في ظل هذه الأيام العصيبة والفاجعة الإنسانية المؤلمة التي نزلت على البشرية ونحن اليوم أمام امتحان صعب لتجاوز هذا الظرف بأقل الأضرار، هناك من وجد ضالته في الكتابة باعتبارها وسيلة للتعبير ، حيث تمكن الكاتب من الإبحار في رحلة بعيدة يرسم معالم طريقها بطريقته الخاصة».

 كشفت المبدعة  وئام بهياني  قائلا أنه «  يمكن في هذا الشأن تحديد نوعين للكتابة، كتابة عن الوضع وكتابة نتاج استغلال هذا الوضع، وتتعلق الأولى بمن يحاول رصد الأحداث المتتالية وانعكاساتها على المجتمع من مختلف الزوايا وعلى مختلف الأطياف، لتوثق لأجيال قادمة ، وقد تكون لشيء في داخل الكاتب كمحاولة للتخلص من أثر هذه الأحداث المتتابعة على نفسه، إذ تعتبر الكتابة ترجمة لأحاديث لا يمكن للشخص البوح بها فيستسلم لقلمه مطلقا العنان لمشاعره،  كما أنها قد تأتي بتوقعات لمخارج هذه الأزمة، أو تغيير للوضع من وجهة نظر الكاتب،  وتكون الكتابة انعكاسا للواقع المعاش و تحمل في طياتها مشاكل وحلول للمعضلة وهي ولادة الأفكار من رحم المجتمع.
 أما النوع الثاني، تضيف وئام بهياني  - «فيتعلق بأصحاب المشاريع الأدبية ذات المواضيع البعيدة عن موضوع الساعة، وهنا تأتي الكتابة نتاج الهدوء الذي فرضه الوضع وكذا الفراغ من كل الأعمال فيستغل الكاتب وقته وهدوءه لإتمام أعماله الأدبية ، وبالتالي يمكن القول بأن الكتابة أي كان نوعها فهي تخضع لنفسية كل كاتب في هذه الظروف والطريقة التي يفكر بها وزاوية نظره للأشياء»
« فأولئك الذين يحبون الكتابة ويعتبرونها هواية لهم سواء لتفريغ محتوى أذهانهم أو لملء وقت فراغهم، اذا ستبقى الكتابة رفيقهم الدائم وهي أمل يعانقونه كلما زارهم الحزن والحسرة وألم وهي وفاء وحب يلازمهم في كل الظروف».
و من منطلق تجربتها  كناشطة جمعوية، ونائب رئيس جمعية «البشائر للنشاط العلمي والثقافي والاجتماعي ببوسكن»  ترى الكاتبة  انه»  يتوجب  في مثل هذه الظروف الصعبة على أصحاب  الأقلام المبدعة توجيه كتاباتهم لما له علاقة بالوضع الراهن، خصوصا وأننا في عصر التكنولوجيا، إذ من الممكن جدا  إيصال الرسالة بكبسة زر واحدة من خلال منشورات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتهدئة نفوس متابعيهم وكذا بث بعض الطمأنينة فيها».
الكتابات التفاؤلية لشحن العزيمة
وأشارت  في ذات السياق  أنه «قد ارتقي البعض من المثقفين إلى التوجيه وتقديم النصائح الوقائية بطريقة مبسطة تستقطب المتابعين لأقلامهم، وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات عديدة أطلقها الكتاب سواء من أجل التوعية أو من أجل استغلال الوقت ومحاولة إخراج  الناس من أجواء  الخوف والكبت الناتجة عن الحجر الصحي ، هذا من خلال تحديات للقراءة خلال فترة الحجر الصحي أو فتح مجال المناقشة في المجالات الأدبية العديدة» .
وواصلت المبدعة في هذه الرؤية  قائلة» إن الكتابات في مواضيع بعيدة عن الوباء خصوصا التفاؤلية منها،  لها أيضا دور كبير في شحن الطاقة الإيجابية وبعث الأمل، فالجانب النفسي مهم جدا في هذه الحالة حتى نستطيع تجاوز هذه المرحلة العصيبة،  كما أن هذه الجائحة هي فرصة ثمينة  لاستغلال التكنولوجيا لمشاركة  الآخرين تجاربنا وخبراتنا فنستثمر الوقت معا لتعم الفائدة».
و ختمت طالبة المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب -سلك مستشار الشباب-  حديثها بالتذكير ببداية تجاربها  في الكتابة ، والتي تعود حسبها « إلى سنوات  طفولتها  التي ضمنت ذكرياتها في  مجموعة من  النصوص المسرحية القصيرة كانت تشارك بها في نشاطها الجمعوي، إلى أن بدأت بتطوير كتاباتها  إلى نصوص وقصص قصيرة، ثم الدخول إلى  عالم كتابة الرواية بعدة محاولات كللت إحداها  بالنشر وهي رواية «  حراڨة نحو الجزائر».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024