تحسّبا للاستحقاقات الرئاسية المزمع عقدها خلال الشهر الجاري، ارتأت “الشعب” القيام باستطلاع مع النخبة بالمسيلة من فنانين، مثقفين، أساتذة، طلبة وإعلاميين لمعرفة توجهاتهم في ما يخص الرؤية السياسية المستقبلية، وكذا حال المرحلة الحالية وعن طرق اختيار مرشّحهم لقيادة البلاد إلى برّ الأمان.
رئيس جمعية وسام
للثقافة والفنون، سمير معروف
واجب الشباب هو التفطن
لما يحاك ضدّ وطنه
أشار رئيس جمعية وسام للثقافة والفنون بالمسيلة، سمير معروف لـ “الشعب”، أنّ الانتخابات الرئاسية في الجزائر تعرف جدلا واسعا بين الجزائريين وغير الجزائريين، الشيء الذي يستوجب على الشباب التفطن لما يحاك ضد بلاده، ومن يريدون تهديمها مهما كلّفهم الأمر، وخاصة الخطط التي تحاك من قبل الدول الغربية والمجاورة، عبر القنوات الإعلامية بوجوه جزائرية وغير جزائرية.
وقال ذات الفنان أنّ القنوات التلفزيونية والفضائيات همّها الوحيد زرع الفتنة واكتساب شهرة على حساب بلاد الأبطال والرجال، واصفا الحدث المنتظر والبلاد على أبوابه والمتعلق باستحقاقات 17 أفريل 2014، بامتحان صعب يجدر على كل جزائري غيور على وطنه التفكير في وضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات والحسابات الشخصية الضيقة، وعلى الشعب أن يتجه نحو صناديق الاقتراع للتعبير عن رأيه
وتقديم مشاركة قوية خاصة فئة شباب المستقبل، قصد تقويض شوكة الذين يحاولون خراب الجزائر.
كما دعا ذات المثقف المواطنين إلى التقدم يوم الاقتراع والإدلاء بأصواتهم لتفويت الفرصة على من وصفهم بالانتهازيين والخونة، الذين يريدون “بيع الجزائر الغالية بأبخس الأثمان”.
وفي حديثه عن الدّاعين إلى المقاطعة والمنادين
بالمرحلة الانتقالية، قال المتحدث أنّ الجزائري واعي ولا يريد العودة إلى عشرية سوداء أخرى. وشدّد المتحدث على ضرورة لعب الفنان والمبدع دوره المنوط به والعاكس لعمله الهادف والبناء، قائلا في هذا الصدد “على كل فنان ومثقّف غيور على وطنه أن يدعو إلى الإقبال على الانتخابات لتكملة المسار الإصلاحي الذي سطّره المترشح بوتفليقة، وصولا بالجزائر إلى مكانة أرقى، مع الأخذ بعين الاعتبار الماضي والمسيرة التي تميّز كل مترشّح، من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل”.
رئيس نقابة الأساتذة الجامعيين بعاصمة الحضنة، محمد دحماني:
المقاطعة لا تبني
بلدا بحجم الجزائر
دعا الأستاذ الجامعي ورئيس الفرع النقابي للاساتذه بجامعة محمد بوضياف، محمد دحماني، الشعب الجزائري إلى أن يختار البرامج والأفكار في ظل الرهانات والتطورات والانفتاح على العولمة.
وأكّد من جانب آخر في تصريحه لـ “الشعب” أنّ الشعب هو السيد في اختيار مرشحه، لأنّ هناك من يتربّص بالجزائر من خلال ما يسمى بالربيع العربي، ويجب على المواطنين أن يكونوا واعين بما يجري حولهم. وأضاف ذات المتحدث أنّ هذه الفترة الصعبة سوف يتمكّن الشعب من تقويض هذا التربص المحاك ضده.
وانتقد رئيس الفرع النقابي للأساتذة بجامعة المسيلة بشدة الداعين إلى المقاطعة، لأنّها ـ حسبه ـ لا تبني أي بلد خاصة بحجم الجزائر.
وحول الرؤيا السياسية المستقبلية، نوّه المتحدث إلى إلزامية ميلاد جمهورية ثانية تمتثل للحق والقانون وعودة الشرعية الدستورية.
الفنّان التشكيلي محمد حشايشي
إصلاحات لا يمكن إنكارها
ذكر الفنان التشكيلي محمد حشايشي في تصريحه لـ “الشعب”، أنّ الفنان كغيره من المواطنين الذين سيشاركون في الاستحقاق الرئاسي القادم لأنّه سوف يحدّد مصير البلاد من خلال برامج المرشحين الستة، لذلك فهو على قناعة أنّ المرحلة القادمة ستكون أكثر ديمقراطية من خلال ما يقترحه المرشحون من برامج.
وانتقد حشايشي سياسة المقاطعة، التي ــ حسبه ــ لن تسيّر مصالح البلاد، لذا وجب على كل مواطن أن يتوجه الى صناديق الاقتراع واختيار “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وعمّا يروّجه البعض حول المرحلة الانتقالية، نوّه حشايشي إلى أنّ الجزائر عاشت سنوات من العشرية السوداء ولا تريد العودة إليها. وفي ذات السياق ثمّن المتحدث الإصلاحات السياسية والمكاسب التي لا أحد يمكنه إنكارها، في حين ـ يضيف المتحدث ـ أنّ “هذه الإصلاحات حقّقت نتائج جد هامة”.
وفي ختام كلامه، دعا المتحدث الشباب الجزائري إلى اختيار الرجل المناسب، فهذه المرحلة تعتبر ـ حسبه ـ عظيمة عظمة الشعب الجزائري، وأنّ المرشّحين الستة هم أبناء الجزائر، ليس لنا شك في أن أي أحد منهم لا يحب الوطن.