هي شابة اختارت الفن ليكون طريقها للبروز والعمل المتواصل للحفاظ على تراث وثقافة الإيموهاغ، فكانت آلة الإمزاد بين يديها مصدرا للقوة وحب رفع التحدي من أجل استمرار ثقافة وتراث متواصل لسنين طويلة، إنها الأنس تنفانغ حميدو ابنة عاصمة الاهقار.
في العقد الثالث من عمرها، ترعرعت وكبرت ضمن أسرة متشبّعة بالثقافة والتراث التارقي، ما جعلها تعشق وتحب كل ما له علاقة بالإيموهاغ وتعمل جاهدة على إبرازه والمحافظة عليه وتلقينه للأجيال المستقبلية، تفوقها الدراسي وحبها للعلم رغم إخفاقها في التحصل على شهادة البكالوريا، جعلها توظّف أناملها في إتقان الإعلام الآلي والعزف على آلة الإمزاد.
اعتبرت سنة 2003 تاريخ مفصلي في حياتها، تقول تنفانغ حميدو لـ «الشعب»، أين سمعت بجمعية من أجل الإمزاد التي كان خالها المرحوم ختالي الصديق أحد مؤسّسيها رفقة فريدة سلال، ممّا جعلها تنخرط بها، من أجل ما وصفته بتراثها وميراثها إنها الإمزاد، تقول تنفانغ، إنّها سمعت الكثير عن القصص والتاريخ والثقافة والتراث ما جعلها تجد ذاتها، التي كانت بدايتها عند ذهابها أول مرة للالتحاق بمقاعد الدراسة رفقة والدها على متن الجمل، الأمر الذي زادها تعلقا بالتراث والتاريخ.
هذا الاحتكاك والتواصل الذي وجدته في جمعية الإمزاد، من خلال التعرف على أيقونات الإمزاد كخولن، شيتمة، بيات التي تفتخر بهن، واستماعها للشعر من إلقاء المرحوم أسوني أنكدة، وتازمارت منداوي بركة ونيغات بوكياس الذين وافتهم المنية، الأمر الذي جعلها تتثبت وتصر على مواصلة كفاحها لقرابة العقدين في التعلم، وتلقين أحد أهم الفنون التي تعد رمزا من رموز الإيموهاغ.
ولأنها ترى نفسها من اللواتي يجب عليهن العمل على الحفاظ على الموروث التارقي، اقتحمت تنفانغ حميدو المجال الشعري، لتعزّز رصيدها بـ 15 قصيدة شعرية أهّلتها لتكون إحدى كوادر جمعية بيت الشعر بعاصمة الاهقار، وتشارك في أحد المهرجانات الدولية بسويسرا، وتمثّل المرأة التارقية في عيد المرأة وتقتحم مجال التيفيتاغ على يد الأستاذ حمزة محمد، الشيء الذي جعلها تترجم وتكتب ما جعل حبها يزيد للتراث وللإمزاد والتيفيناغ. لتعود وتؤكّد على مواصلتها المحافظة على الإمزاد والثقافة والتراث التارقي، مثنية بالشكر والعرفان الجزيل على الوالدة التي تسرد لها التاريخ والحكايات، ومشددة على الأجيال المستقبلية ضرورة المحافظة على إرث الآباء والأجداد.