تعتبر عنابة من بين الولايات التي تسعى جاهدة لإحياء ساحتها الثقافية، من خلال بعض أدبائها وكتابها ومثقفيها، والذين يحاولون سد الفراغ الذي تعيشه هذه المدينة ثقافيا، من خلال خلق صالونات أدبية تساهم في صنع حركة دؤوبة بين الأدباء ورجال الكلمة والحرف من مختلف جهات الوطن..
تعد شاعرة بونة الأولى نادية نواصر واحدة من المثقفات اللواتي حملن على عاتقهن مسؤولية النهوض بالثقافة بهذه المدينة، المرأة التي غيبت لسنوات، إلا أنها بعودتها ارتأت أن تخلق جوا ثقافيا لهذه المدينة وتعيد لها نفسها الأدبي، خاصة وأنها أنجبت كبار المثقفين والأدباء، والذين بإمكانهم أن يصنعوا من بونة مدينة ثقافية بالدرجة الأولى..
نادية نواصر التي منحت لعنابة صالونا أدبيا، هو اليوم فضاء أدبي، يفتح المجال لمختلف الكتاب والأدباء من مختلف جهات الوطن للالتقاء ومناقشة قضايا الساعة في المجال الثقافي، من خلال جلسات يحضرها كبار المثقفين والأكاديميين والإعلاميين من داخل وخارج المدينة..
فضاء خاطبت فيه نادية نواصر الشعراء والأدباء قائلة لهم «هذا فضاؤكم، سيحوا كما شئتم، وهذه سماؤكم غردوا كما شئتم.. هاتوا نبضكم.. أقصد قصائدكم واطرحوا همكم الإبداعي».. «إن الثقافة ليست ميراثا تركه الأجداد لفئة معينة.. بل هي وطن من بهاء يشترك فيه الجميع، فتعالوا، وليزرع كل واحد منا وردة.. كي يعبر التاريخ من هنا».
لقاءات.. نقاشات واحتفاءات
فصالون نادية الذي رأى النور شهر جوان من السنة الماضية، يخطو خطواته بثبات نحو التألق، وهو اليوم يمضي طبعته الثامنة تحت إشادة كبيرة لمحبي الأدب بمختلف مجالاته، استضاف في هذه الفترة القصيرة كبار الشعراء والأدباء، على غرار سيف الملوك سكتة وجمال بن عمار، مصطفى حمدان، عبادلية الطيب، علاوة وهبي، علاوة كوسة.. وآخرون، كما احتفى «صالون نادية» بالكثيرين من أصحاب الكلمة والحرف، من بينهم الشاعر الراحل حسين زبرطعي.. حيث تطرق لمساره الإبداعي بمداخلة الدكتورة منى بلخيري والتي عنوانها «القصيدة الضوئية في شعر حسين زبرطعي»، واحتفى أيضا بالرواية المرشحة لجائزة «كتارا» العربية بعنوان «الفيضان» للأديب الكبير خميسي غانم..