ربط المكتبي الحاج محمد بوأحمد بصفته من بين أقدم العاملين في مجال المكتبة والوراقة، «مسألة اندثار نقاط بيع الكتب العمومية والخاصة بولاية المدية بسبب تراجع مبيعات الكتب بكل أنواعها والمجلات المتخصصة، باعتبار أن الكثير من المختصين في هذا النشاط باتوا يبحثون عن الربح السريع فقط دون سواه».
أكّد بوأحمد صاحب مكتبة تأسّست منذ 1982، بأن من بين أسباب هذا الاندثار «مسألة التراجع في نوعية قيمة الكتب المنتجة، فضلا على أن مهنة المكتبي انتقلت من البيع لأجل تربية النشء وتكوين الساكنة وإعداد جيل مثقف بإمكانه أن ينتج الثروة إلى البيع لأجل الربح السريع، مشيرا إلى أن» جل ممتهني هذا النشاط صارت تجارتهم مقتصرة على بيع الكتاب المدرسي أو المساعد للعملية التعليمية».
وقد ابتعد المكتبي كل البعد عن مهمة المساهمة في تشجيع المطالعة والمقروئية وتقريب الكتاب من المتعلم، مرجعا أسباب الاندثار إلى غلاء الكتب وارتفاع عدد دور النشر الخاصة، الأمر الذي نتج عنه إغراق السوق المحلية بالاصدارات، دون إيجاد قرّاء لها، ناهيك عن تفشي موضة القراءة الالكترونية، كما دعا بالمناسبة إلى عودة مصطلح الإنسان القارئ بالمخ وليس بالعين.