الدكتور أحمد بقار:

فليكن الطفل إلكترونيا تحت أعيننا ووعينا

إيمان كافي

أكد الدكتور أحمد بقار، أستاذ بقسم اللغة وآدابها بجامعة قاصدي مرباح، بورقلة، أن الحديث عن ارتباط التكنولوجيا بطفل المستقبل يستدعي منا بالضرورة الالتفات إلى أهمية تسارع التطور الحاصل في هذا المجال والأثر الذي خلفته سيطرة التكنولوجيات الحديثة على مناح هامة في حياتنا المجتمعية.

أوضح الدكتور أحمد بقار، أننا لا نقدم جديدا إذا ما قلنا إن الطفل عود لدن رقيق يتمدد بحسب المسار الذي حدد له وصفحة بيضاء يكتب فيها الكبار ما شاءوا، إذن الأجيال المستقبلية تصنع على عين الحاضر، وكل جيل يتأثر سلبا أو إيجابا بما يفرزه محيطه.
من هنا ذكر أن هذا التمدد التكنولوجي الرهيب الذي نحياه رغما عنا، جعل المجتمع يتخبط ذات اليمين وذات الشمال، وهذا الأمر يحتاج إلى حكمة وتدبر وبصيرة من الكبار قبل الصغار، محيط عائم لا يحسن السباحة فيه إلا البصير الصادق في توجهه؛ من يعرف ما له وما عليه.
واعتبر في سياق حديثه عن هذا الموضوع، أن المشكلة الكبيرة هي عدم وضوح الرؤية، وعدم الارتكاز على قوانين واضحة في التعامل مع هذا التدفق الكبير الذي أشبه ما يكون بسيل عرم، وهذا ما يجعل كل واحد يتعامل بفهم وفكر مغاير يراه من وجهة نظره صائبا، وهذا ما يُحدث الإرباك والتصادم في وسط المجتمع. فبعض الأولياء مثلا، يفتح الباب على مصراعيه لأولادهم ليلجوا هذا العالم من دون تهيُّب، فقط لأنهم خلقوا لزمان غير زمانهم، فيقعون في المحظور، وعلى رأس ذلك الانعزال والانغلاق على الذات وتضييع الواجب الدراسي، وقد يفضي بهم إلى سلوك غير سوي فيتحول إلى قنبلة موقوتة وسط المجتمع. وفئة أخرى من الأولياء تقوم بحظر كل ما له علاقة بهذا العالم، فيكون الأبناء مسخرة في وسط محيطهم المدرسي أو محيطهم المجتمعي؛ لأنهم لا يعرفون منه شيئا، إذن كل فئة من هؤلاء تؤذي الأبناء من حيث تريد الإحسان إليهم – بكل أسف – والأمر كما تقره القاعدة الفقهية المأثورة «لا ضرر ولا ضرار»، فالمبالغة دائما تأتينا بالنتائج العكسية.
لذلك يقول المتحدث، إن الأمر موقوف دائما على المرافقة؛ فالأولياء مطالب منهم أن يقوموا بمسؤولياتهم في هذا الأمر بالمتابعة والمرافقة بالحسنى، فالصغير نوزع له وقته بأمور منها استعمال اللوح الإلكتروني في أوقات محددة جدا ليكون وسيلة وليس غاية، ثم تعليمهم الرسم، والخط، والموسيقى، والرياضة، ومتابعته في الفن الذي يظهر فيه تحسنا وحبا، ويجب أن يتفاعل في هذا المحيط المجتمعي الإيجابي؛ من جمعيات فنية متخصصة ودور ثقافة ومؤسسات تربوية ومؤسسة المسجد.
وأضاف الدكتور أحمد بقار، أن من الأمور التي تجعل من اللوح الإلكتروني وسيلة وليس غاية، أن تسرع وزارة التربية والتعليم في استعماله وسيلة تربوية للحساب والكتابة والرسم والتركيب وهلم جرا... ليخرج من ذهنه ذلك الفهم المغلوط؛ أن هذا اللوح أو بقية الأجهزة الإلكترونية صنعت فقط للعب والمتعة وتضييع الوقت، ليؤمن أنها وسيلة لا تقل أهمية عن الكتاب والقلم والحبر، لأننا نريد طفلا إلكترونيا بشكله الإيجابي، فهو إلكتروني شئنا أم أبينا، «فليكن إلكترونيا تحت أعيننا ووعينا».  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024