تمثل الزاوية الهاشمية بتقرت معلما تاريخيا ثقافيا تتميّز بواجهتها الرئيسية التي بنيت باستخدام الأجر على شكل أقواس ثلاثة، حيث يتكون هذا المبنى من صحن كبير تحيط به مجموعة غرف، جزء منها مخصص لطلبة العلم وجزء مخصص لإقامة الشيخ وعائلته، كما خصص جزء لعابري السبيل مازال ما تبقى منها يروي تفاصيل حكاية تاريخ التراث المعماري الصحراوي التقليدي الذي استخدمت فيه مواد محلية تتمثل في الحجرة والتبشمت والأجر، وهي غنية بعناصرها المعمارية والزخرفية.
ويعود تأسيس الزاوية الهاشمية التي تتربّع على مساحة تقدر بحوالي 2500 متر مربع في قلب مدينة تقرت بمحيط قصر مستاوة إلى أواخر القرن 18 على يد الشيخ الهاشمي، حسب رئيسة جمعية تاجماعت المهندسة المعمارية سعاد سلامي.
وتجسد الزاوية الهاشمية طابعا معماريا خاصا يجسد التواصل الحضاري، الذي كان قصر مستاوة ومازال ببعض ما تبقى منه شاهدا عليه، فإن كان الجامع العتيق بمحيط القصر - كما قالت محدثتنا - يجسد الطابع المعماري للمغرب الأقصى، فإن الزاوية الهاشمية تعد تحفة من تحف عمارة المغرب الأدنى.
وتنقسم الزاوية الهاشمية التي تعد إحدى امتدادات الطريقة القادرية عبر الوطن، كما ذكرت رئيسة الجمعية إلى 3 أجزاء كان الجزء الأول منها والمقابل لشارع سي الحواس جهة لاستقبال الشيوخ والعلماء من مختلف الدول والجهات وبالنسبة للجزء الثاني، وهو الجهة الوسطى التي تربط شارع سي الحواس وشارع الاستقلال، فكان يؤدي إلى «دار الشيخ» والتي تحوي غرفا كثيرة، وهي مشيدة حسب الطراز المعماري المحلي الذي يتوسطه الحوش أو فناء الدار بينما تفتح الغرف أبوابها داخله، أما الجزء الثالث من الناحية الشمالية فقد كان عبارة عن مجلس للضيوف وبهذا الجزء يوجد أيضا مدخل ثانوي يؤدي إلى فناء كبير يقال أن شيخ الزاوية كان ينوي بناء مسجد فيه قبل أن توافيه المنية سنة 1923.
وتشير الأبحاث في تاريخ الزاوية الهاشمية إلى أن هذه الزاوية كانت منارة للإشعاع العلمي والديني، حيث كانت تلقّن تعاليم الدين ومن بين العلماء المحليين الذين درّسوا فيها الشيخ «أحمد جاري»، كما كانت مساندة للفقراء والمساكين، وكانت داعمة لحركة العلم بالجهة ومازالت العديد من عبارات «طلب العلم» منقوشة داخل الزاوية.