أكّد الكاتب الجزائري عبد النور عبد السلام الذي كانت له عدة إصدارات في الأدب باللغة الفرنسية، أنّ الأدب الفرنكفوني كان له مجالا واسعا في الجزائر، وذلك نتيجة التأثير الفرنسي الذي احتل الجزائر منذ سنوات، ما أدى إلى تعليم اللغة الفرنسية بالمدارس وتكوين أجيال متعلمين بهذه اللغة الأجنبية، مشيرا أنّ ذلك لم يغلق المجال للأدب العربي بل أصبح هذا الأخير يسترجع مكانته بالجزائر خاصة بعد الاستقلال.
وقال عبد النور عبد السلام عن الأدب الفرنسي في الجزائر أنّه دخل في إطار الأدب العالمى المكتوب بالفرنسية بصفة عامة، مشيرا أنّ العديد من الكتّاب الجزائريين احتلوا مكانة كبيرة بإصدراتهم في الدول الأجنبية، على غرار الكاتب مولود فرعون ومولود معمري وغيرهما، فكتاباتهما تعكس الثقافة الجزائرية، وهو يعكس حجم استعمال وتداول اللغة الفرنسية بالجزائر، مشيرا أنّ باريس هي العاصمة السيادية التي يتردد عليها أدباء ممن يكتبون بالفرنسية، مشيرا إلى أنّ الفرنسيين فرضوا أنفسهم من خلال الاهتمام بالمعطيات الفكرية والثقافية أكثر من الماديات في السابق، ما أدى إلى تأثيره على الأدب الجزائري خاصة المفرنس منه، مقدّما بعدا تاريخيا للعلاقات بين فرنسا والجزائر منذ العصور الوسطى.
تناول الأدب كل شيء في حياة الجزائريين، سنوات فرنسا، قبلها، سنوات الاشتراكية والإرهاب، كل كاتب حسب بعديه الثقافي والسياسي. الأدب البوليسي ظهر مع العنف السياسي الحديث، وهو الرائج حاليا، كما ظهر الأدب العربي مع مفدي زكريا وغيره، وكذا الأدب الأمازيغي وكان الأدب الفرنسي له الكثير من التأثير على كافة أشكال الأدب.
من جهتها، الكاتبة وسيلة أرحاب قالت أنّ هناك 99 بالمئة من الأدب الجزائري حاليا يكتب باللغة العربية وواحدا بالمائة فقط يكتب باللغة الفرنسية، على عكس ما كان سابقا.
ومن خلال حديثها عن الأدب الجزائري، قالت محدّثتنا أنّ الأدب لم يعد مرتبطا بالقضايا الوطنية أو الاجتماعية على ما كان عليه سابقا، بل أصبح الكتّاب يعكسون ذواتهم ومعاناتهم الشخصية، نتيجة لانتشار القلق في العالم وتأثير العزلة على النفس البشرية، فأصبح الأدب متشظيا يتناول العديد من القضايا.
وأشارت إلى تناولها للقضايا الانسانية في كتاباتها وقضايا وطنية وبيئية، لافتة تأثيرها بالعديد من الكتّاب خاصة منهم كتاب المشرق العربي، على غرار عبد العزيز البشري الذي برع من خلال سخريته بالكلمات، ناهيك عن تأثرها بالكاتب الروسي ميخائيل غوغول، إذ أنّ السخرية لديه بقيت خامدة ولم يوظّفها حتى بلغ الستين من العمر وبدأ بالكتابة الساخرة من خلال قصصه.
وقالت محدثتنا أنّ الأدب الجزائري بدأ اتصالاته مع المشارقة بعد الاستعمار الفرنسي وظهرت القصة والرواية وتركّز الأدب على إظهار الروح الوطنية ومكافحة الاستعمار، ثم بدأ الأدب الجزائري يتناول القضايا الاجتماعية بعد مرحلة الاستقلال ومدّ جسور الاتصال مع الغرب العربي، مبيّنة أنّ المؤلفات الجزائرية تمحورت في أغلبها حول النحو إذ أنّ الذّهنية الجزائرية تميل إلى النّقد.
قدّم بعدا تاريخيا للعلاقات الجزائرية الفرنسية
لم يغلق المجـــال لنظيره بلغة الضـــاد واسترجــــع مكـــانته بعد الاستقـــلال
تيزي وزو: ضاوية ــ ت
شوهد:1136 مرة