الدكتور حبيب بوخليفة حائز على دبلومات عديدة، أبرزها: شهادة الدراسات العليا في فنون الدرامية المتخصصة في الإخراج والنقد بالاتحاد السوفيتي سابقا، دبلوم في اللغة الروسية ودكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية، أستاذ بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري بالجزائر وبكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
رأى حبيب في تصريح لـ “الشعب” أنّ الترجمة المكتوبة هي ترجمة نص مكتوب من لغة إلى لغة أخرى، بإتاحة فصل زمني معين في عملية الترجمة ثانيا، أما مثيلتها الفورية وهي ترجمة خطاب أو حديث بين شخصين أو اكثر في آن واحد من لغة إلى لغة، “بعبارة اخرى هي نقل نتاج لغوي من لغة إلى أخرى” .
وتحدّث ذات المثقف عن تجربته في هذا العالم الابداعي والأدبي، حيث قام بترجمة بعض الأعمال، خاصة في المجال الفني الدرامي، منها ترجمة سيناريو لفيلم “صوقديانة بيت الآلهة”، إنتاج سينمائي مشترك بين موس فيلم
والمؤسسة الوطنية للسمعي البصري في 1994 من الروسية إلى العربية، كما قام بترجمة قصتين من الروسية إلى العربية هي” شينال” لنيكولا قوقل و«محطة القطار” لأنطون بافلوفيش تشيخوف، إضافة إلى بعض النصوص الفكرية أي دراسات في مجال الممارسة الفنية الدرامية مثل أعمال كنسطنطين سطانسلافسي، مييرهولد، بيتر بروك من الروسية إلى الفرنسية.
ترجم حبيب بوخليفة مسرحية “الزائر” لفلادلين دزورسيف من الروسية إلى العربية تمّ اقتباسها، ليتولى في الاخير إخراجها على خشبة المسرح الوطني في 2004، دون نسيان الترجمات الفورية، حيث قال في هذا الصدد: “لا أتحدّث عن المناسبات حيث قمت بالترجمة الفورية بين الروس والفرنسيين أو بين الروس والعرب، والعكس أثناء ملتقيات فكرية عديدة ولا أدّعي أنّي مترجم”.
لا يعتقد ذات الدكتور أنّ الترجمة تحتفظ كليا بمعنى المصدر، لأنّ اللغات تختلف في القيم ومعاني رموزها
وأبنيتها حيث اللاشعور الجمعي يحدد أحيانا المعنى، إلا في الترجمات التقنية، الأدبية الفنية سواء كانت في مجال المسرح أو القصة أو الرواية والشعر. إنّها دائما تحمل مقوّمات الوعاء الثقافي للمترجم، هناك بعض المترجمين جعلوا من أعمال بسيطة وساذجة أعمالا رائعة والعكس صحيح.
اعتبر حبيب بوخليفة أن الترجمة في المجال المسرحي صعبة ومعقدة، وتحتاج أولا إلى المعرفة الدرامية أو فهم البناء الدرامي المسرحي والنوع والصراع...إلخ.
في الوقت الذي لم يهتم المترجمون العرب
بالنوع الدرامي وترجمته من العربية إلى لغات أخرى، ولكن هناك ترجمة النصوص الكلاسيكية الى العربية ولكنها تبقى ضئيلة مقارنة بما تقوم به الترجمة في المجتمعات المعرفية.
وقال أنّ مجتمعاتنا لا تستهلك كثيرا النصوص المسرحية سواء على مستوى القراءة أو تركيب العروض المسرحية، لأسباب تعود الى إدراك مفهوم الصراع الدرامي بارتباطه الوثيق بالحكاية، الترجمات الموجودة الآن هي محاولات لرجالات المسرح الممارسين أو بعض الأدباء الذين تشبّعوا بالثقافة الأوروبية والأنجلوساكسونية.
وأبرز حبيب لـ “الشعب” واقع الترجمة في الجزائر، الذي يتميز بالفقر المزمن،
وفي كثير من الأحيان غير جدي بغض النظر عن حدوده الضئيلة مقارنة بما يترجم فقط في المجتمعات العربية، رغم أن هناك المعهد العالي العربي للترجمة، ودور الجامعة في هذا المجال بوجود أقسام متخصصة، ثم إنّ الجزائر في موقع يحسد عليه من الناحية الجيوستراتجية، فهي بلا منازع الجسر الذي يربط الشمال بالجنوب ثم هناك قدرات هائلة لهذه العملية.