الكتاب في الجزائر لا يوزع بالشكل الذي يليق به
أكد الكاتب والشاعر محمد الصغير رشيد بأن الكتاب في الجزائر لا يوزّع بالشكل الذي يليق به، مشيرا إلى أنه لا توجد هناك مبادرات من قبل الجهات المعنية للارتقاء بهذا الموضوع الحساس والذي يخصّ الكتابة والقراءة والطبع والنشر والتوزيع، كما يرى الكاتب ضرورة تخصيص هيئات خاصة بالتوزيع والنشر، وتسهيل المقروئية بالدعم المادي والمعنوي.
«الشعب»: بداية، ما هو تقييمكم لواقع النشر في الجزائر، وهل ترون بأن توزيع الكتاب يتمّ بالشكل الذي يليق بالأدب الجزائري، وبالشكل الذي ينتظره الكاتب والقارئ معا؟
محمد الصغير رشيد: الكتاب في الجزائر لا يوزع بالشكل الذي يليق به، وهذه تجربة وقعت لي أنا شخصيا على سبيل المثال، عندما أصدرت أول مطبوع لي بعنوان «باب الخوخة حكايات عن المدينة الجميلة» وهوأحد أبواب أو القرى السبع لمدينة بسكرة قديما، تحدثت فيه عن العادات والتقاليد والخواطر والقصص الجميلة، حيث تلقيت عدة صعوبات خاصة فيما يخصّ التمويل لأن الطبع ثمنه في دور الطباعة مرتفع، ولا يناسب الكاتب أو هواة الكتابة لينشروا ما عندهم من إبداع.
الطبع والنشر في بلادنا عموما حدث ولا حرج، فهو ضعيف جدا لا اهتمام ولا مساندة ولا إعانة من طرف الدولة، إلا القليل منهم والذين يملكون اتصالات في المؤسسات العمومية الخاصة بالثقافة.. المقروئية في بلادنا ضعيفة نسبيا، نتمنى أن تشجع بتكثيف المبادرات أو التحفيزات التي تؤدي بالقارئ للقراءة كالندوات والأنشطة الثقافية في المدارس الابتدائية والدور الثقافية ونوادي الشباب، وهذا لترسيخ القراءة في بلادنا..
أمة لا تقرأ ليس لها تاريخ.. بالقراءة تسموالدول وتعلو، وتعميم دور النشر للكتاب وتشجيع المواهب الشابة بالتوعية والمثابرة، والتشجيع على تعميم القراءة في كل مكان، في المنازل والشوارع، وفي الدور والمؤسسات التعليمية، فمن علمني حرفا كنت له عبدا، ونكون من أمة اقرأ حقا.
- كيف ترون مكانة الدولة في دعم الكتاب وتوزيعه، وهل من مبادرات من قبلها في هذا الشأن؟
دور الدولة في دعم الكتاب وتوزيعه ليس بالمستوى المطلوب، نتمنى المزيد من التشجيع.. الكاتب أو الذي يريد أن يطبع كتاب يلقى صعوبات جمة، قلنا سالفا الدعم ضعيف نتمنى من الدولة أن تشجّع المثقفين كُتاب أوغير ذلك، أن تخصص منحة خاصة لكل من أراد أن يطبع كتاب ويفجر ما عنده من طاقات وإبداع، ويتعرّف عليه القارئ في كل مكان، وهذا بتسهيل النشر والتوزيع، وتعمّ الفائدة والقراءة تسمو وتزدهرالبلاد، فالقراءة هي الثقافة وهي كل شيء.
مكانة الدولة في دعم الكتاب مازلنا لم نواكب أو نساير الدول المتطورة في هذا المجال، هي مبادرات كثيرة يقوم بها بعض الكتاب أو المثقفين المحليين، بتدعيم بعضهم البعض، خاصة من الناحية المالية وتدبير شؤون الطبع والنشر.. الدولة ـ لم أقل غائبة ـ ولكن لا توجد مبادرات ترتقي بهذا الموضوع الحسّاس والذي يخصّ الكتابة والقراءة والطبع والنشر والتوزيع..
- ما هي في نظركم الحلول الأنسب للنهوض أكثر بعملية توزيع الكتاب وإيصاله للقارئ؟
الحلول الأنسب للنهوض أكثر بعملية توزيع الكتاب وإيصاله للقارئ، هي أن تكون هيئات خاصة بالتوزيع والنشر، وتسهيل المقروئية طبعا بالدعم المادي والمعنوي.
- ككتّاب وأدباء هل كان لكم برنامج خاص فيما بينكم لمحاولة ترقية النشر والتوزيع؟
ككتّاب وأدباء توجد عدة مبادرات، كما كتبت سالفا هو أن يتحدّ هؤلاء، ويكونوا جمعيات خاصة يديرونها بأنفسهم. سواء من الناحية التنظيمية أو المالية، تتعلّق بالطبع والنشر والمقروئية لمحاولة ترقية النشر والتوزيع، ولا ننسى أن تكون كذلك إعانات من الدولة لينتشر الكتاب وتزدهر القراءة في بلادنا.